في إطار تفعيل الجهوية المتقدمة وتبني الدستور الجديد، الذي ينص على مشاركة المهاجرين في جميع مؤسسات الحكامة الجيدة، نظمت رابطة مغاربة العالم العائدين والقارين بالخارج، بشراكة مع فرع نقابة الصحافيين المغاربة بجهة طنجة - تطوان، ندوة دولية حول موضوع: "دور الإعلام في دعم قضايا الهجرة والمهاجرين"، وذلك يوم السبت الماضي، بقاعة التكوين في مهن السياحة بمدينة المضيق. قبل انطلاق هذه الندوة، الذي قام بتسييرها الإعلامي عبد اللطيف بنيحيا وحضرها نخبة من الأساتذة الباحثين وعدد من المهاجرين والمهتمين بالموضوع، تم تكريم الوزير السابق المكلف بالهجرة محمد عامر من قبل رابطة مغاربة العالم، حيث ألقت الصحافية بديعة الراضي كلمة في حقه، أشادت فيها بعمله ومجهوداته طوال فترة عمله. عقب ذلك، ألقى الكاتب العام لفرع نقابة الصحافيين بجهة طنجة تطوان، المختار الرمشي، كلمة أشار من خلالها إلى العلاقة بين المهاجرين والإعلام، التي أكد أنها كانت علاقة يسودها التقصير من جانب الإعلاميين، لكنه أشار إلى أن هذا الوضع بإمكانه أن يتغير إلى واقع جديد يسوده التضامن والتعاون المستدام، إذا ما تضافرت الجهود بين الإعلام ومغاربة العالم. من جانبه، أكد رضوان الحفياني الكاتب الوطني للنقابة، خلال عرضه الذي قدمه تحت موضوع: "الهجرة ووسائل الإعلام: العلاقة والتحديات"، على ضرورة تحسين الصورة المتداولة عن المهاجرين المغاربة في وسائل الإعلام، عوض التخويف المبالغ فيه، مشيرا إلى أن الإعلام لم يكن موفقا عند تناوله لقضايا الهجرة وتركيزه فقط على جوانب محددة كالهجرة السرية والإرهاب وتهريب المخدرات، وإغفال ما يحققه المهاجرين من نجاحات في دول الاستقبال، مشددا على أهمية الانفتاح على التمثيليات المغربية بالخارج. وأبرز الحفياني ما أشارت إليه المنظمة العالمية للهجرة في آخر تقرير لها، حين أكدت أن الأرقام التي تنشر في وسائل الإعلام تكون في الغالب مجرد تقديرات وبالتالي تقدم صورة مشوشة عن المهاجر وقضية الهجرة مما يجعل الجمهور ينظر إليها بتخوف. وشدد العرض على ضرورة تسهيل وصول المهاجر إلى وسائل الإعلام المغربية لتقريب المواطن في المغرب من قضايا الهجرة ومشاكل المهاجرين، والاهتمام بتأهيل وسائل الإعلام لمواردها البشرية بإعداد صحفيين مهنيين، والاعتماد على الكفاءات الصحفية المقيمة بالخارج لتقريب الصورة الواقعية عن الهجرة المغربية. وذكر رضوان الحفياني في نهاية عرضه ببعض توصيات الملتقى الأول للصحفيين المغاربة بالخارج الذي نظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج سنة 2011، كالاستجابة لطلب تأسيس قناة للجالية المغربية بالخارج تكون نافذة حقيقية على مغاربة العالم، والعمل على إنشاء مكاتب قارة لوسائل الإعلام المغربية بدول الإقامة الرئيسية للتقرب أكثر من المهاجرين وعدم التعامل معهم بموسمية. أما العرض الثاني، الذي حمل عنوان"الجالية المغربية في المهجر، ظواهر وقضايا"، فأبرز خلاله رئيس اتحاد فيدرالية جمعيات الجالية المغربية بالولايات المتحدةالأمريكية، حسن المراكشي، الحاجة إلى إيصال واقع المهاجر المغربي بكل تجلياته في كل بقاع العالم، إلى المواطن المتواجد بالمغرب للوقوف على الدور الذي تلعبه هذه الفئة في الاقتصاد الوطني. وكشف المراكشي أن جمعيته بصدد التفكير في كيفية إنشاء صندوق خاص بالجالية المغربية بالخارج، يموله أفراد الجالية أنفسهم لكي يساهم سيسهم في إنجاح الإعلام الموجه للجالية، إضافة إلى "برلمان" خاص بالجالية المغربية بالخارج يجتمع مرتين في السنة تحت قبة البرلمان المغربي لمناقشة قضايا الجالية.