خلافا لكل الأخبار الزائفة لوسائل إعلام تابعة لعصابة "البوليساريو"، وغياب توضيح رسمي، كشفت مجلة جون أفريك الناطقة باللغة الفرنسية، تفاصيل مثيرة عن مقتل مقتل "الداه البندير" أحد القادة العسكرين للجبهة على يد القوات المسلحة الملكية. وقالت المجلة الفرنسية الواسعة الإنتشار فى إفريقيا، أن العملية التي أنهت مغامرات البندير، نفذتها القوات المسلحة الملكية، واستعملت فيها طائرة إف 16، وهو ما يخالف ادعاءات الجبهة الإنفصالية التي أفادت بأن المعني بالأمر توفي في غارة نفذتها طائرة مسيرة. وحسب رواية جون افريك، فإن القوات المسلحة الملكية رصدت تحركات مشبوهة للقائد العسكري الانفصالي البندير رفقة مجموعة من العناصر، على متن سيارات رباعية الدفع ومدرعات خفيفة، من خلال طائرة مراقبة من طراز Harfang بدون طيار قرب الجدار الرملي العازل، قبل أن تستهدفهم غارة جوية، نفذت بطائرة F16، ليتم تدمير الهدف بالكامل. وأشار التقرير الإعلامي، إلى أن عملية قتل البندير في غارة عسكرية، تعتبر العملية الأهم التي تستهدف كادرا كبيرا في جبهة البوليساريو، طوال 30 سنة الماضية. وأضافت المجلة، أنه تأكد مقتل البندير من خلال مقطع فيديو، بث على مواقع التواصل الإجتماعي، يوم 8 من أبريل، بعدما بلغت أنباء العملية إلى مخيمات الجبهة. وهو المقطع الذي يظهر، وفقا لما ذكرته المجلة، أحد أبناء القتيل، رفقة 15 آخرين، وهم يعلنون وفاة البندير. وكانت مجلة "جون أفريك" الأسبوعية الفرنسية، كتبت قبل مدة مقالا لها تحت عنوان: " كيف تكسب الرباط مواقع على الأرض في الصحراء" ، كشفت فيه أن القوات الملكية المغربية وسعت تواجدها الميداني على أطراف الصحراء المغربية، حيث تمكنت فى الآونة الأخيرة من توسيع "الحزام الدفاعي" ليصل إلى أجزاء مهمة من خطوط حدود الجارتين موريتانياوالجزائر . وحسب تقرير الصحيفة الفرنسية، ينفذ الجيش المغربي حاليا عمليات متواصلة لإعادة بسط سيطرته على المناطق التي اعتبرتها البوليساريو « محررة ». وبعد الكركرات في شهر نونبر الماضي ومد الحزام إلى جزء مهم من خط حدود إقليم الصحراء مع موريتانيا، وسعت القوات المسلحة الملكية المغربية مؤخرا جدارها الدفاعي بمقدار 50 كيلومترا في تويزكي بولاية أسازاغ، ويقع هذا الامتداد الجديد على بعد 3 كيلومترات من السور الجزائري ويشكل مفترق طرق بين الجدار الرملي الذي يمتد من كركرات إلى جبال وركيز، وفق التقرير. وتابع التقرير "بالإضافة إلى إغلاق حدود المملكة، أغلقت القوات المسلحة المغربية أيضا نقطة تسلل سابقة لجبهة البوليساريو تقع في جبال وركزيز على الحدود المغربية الجزائرية، ووجهت هذه العملية التي جرت بين فبراير ومارس ضربة أخرى لعناصر البوليساريو". واستُخدمت "جبال وركيز" منذ الثمانينيات من قبل البوليساريو لتنفيذ عمليات تسلل والاقتراب من نقاط دفاع الجيش الملكي، لذلك فإن الجيش المغربي لا يكتفي بتأمين حدوده بل يذهب إلى توسيع "حزام الأمان". حاليا من أجل الوصول إلى هذه المنطقة يجب على عناصر البوليساريو عبور خطوط الدفاع الجزائرية، الأمر الذي لا يمكن أن يتم إلا بموافقة الجزائر. والخطوة التالية بحسب العديد من الخبراء العسكريين هي "توسيع حزام تيفاريتي إلى أمغالا، وهي مناطق تطالب بها المملكة بانتظام"، بحسب التقرير.