يحتفي المحرك الشهير “غوغل”، يوم 18 أكتوبر الجاري، بالذكرى 161 لصدور رواية موبي ديك بالإنجليزية Moby Dick ,هي رواية من تأليف الروائي الأمريكي هيرمان ملفيل، تدور حول صراع تراجيدي بين حوت وإنسان تتخذ من هذا الصراع الضاري وسيلة لتأمل الوضع البشري وعلاقته بالوجود كما تحوله إلى كيان رمزي معقد وحكاية الليغورية عن كيفية العيش مطلق عيش وعن المشروع الأمريكي الذي وجد في عمل “ملفيل” شكلا من أشكال التعبير عن نفسه في منتصف القرن التاسع عشر أي حين كانت أمريكا تكتشف ذاتها كقوة كونية وإمبراطورية إمبريالية أمريكية بالقوة والإمكان. فكانت رواية “موبي ديك” وروايات “ملفيل” الأخرى بمثابة نبوءة لما ستصير إليه هذه القوة الكامنة. مكانتها في الأدب العالمي تحتل الرواية مكانة مرموقة بين كلاسيكيات الأدب العالمي، فهي إضافة إلى كونها الملحمة الكبرى المكتوبة للمرة الأولى زهاء المائة وخمسين عاما، فقد لاقت الرواية خلالها من الإهمال ما جعل نفس كاتبها تمتلئ باليأس والإحساس بالعجز ليصرف بقية حياته موظفا في سلك الجمارك الأمريكية، ويموت مهملا مجهولا في العقد الأخير من القرن التاسع عشر. ولم يلتفت إلى الرواية وينظر إليها بصفتها أحد الكتب العظيمة سوى عام 1907 أي بعد وفاة صاحبها بستة عشر عاما، عندما تم إدراجها ضمن سلسلة “ايفري مان لايبراري” الشهيرة التي تنشر الكلاسيكيات الكبرى ولم يهتم النقد بالرواية إلا في العشرينات من القرن الماضي، حين بدأ الباحثون والنقاد وأساتذة الجامعات يكتبون عن هذا العمل الروائي المدهش الذي طور شكل الكتابة الروائية في منتصف القرن التاسع عشر وجعل الرواية الأمريكية تحتل مكانة متقدمة في تاريخ الرواية العالمية.