دق أرباب المخابز التقليدية ناقوس الخطر حول احتمال عودة أزمة الخبز، وما يواكب ذلك من انتفاضات شعبية قد تعصف بالأمن والاستقرار ببلادنا، وحذروا من مغبة نفاذ المخزون الذي لا يكفي سوى لثلاثة أشهر على أكثر تقدير، وأكدوا أن مهنيي المخابز التقليدية والأفرنة هم الأقرب من هموم وانشغالات الطبقات الشعبية، بحكم عامل القرب والتعامل اليومي مع هذه الفئة المجتمعية التي يعد الخبز المادة الغذائية الرئيسة لديها، مشيرين إلى أن العادات السيئة لاستهلاك الخبز وتسويقه وعدم تدخل الجهات المعنية يزيد من حدة الأزمة وتفاقمها. وأوضح العديد من المهنيين أن وفرة الخبز وعرضه في مختلف الفضاءات سواء في الأسواق القديمة والأسبوعية والموسمية، أو في الدكاكين عند البقالة أوعند أصحاب العربات المجرورة التي تجوب الأزقة والشوارع، لا يعبر عن حقيقة النقص المهول الذي يشهده قطاع الحبوب. و أفاد المهنيون إلى وجود مجموعة من العوائق والصعوبات التي تعترض أرباب المخابز التقليدية والمهنيين على حد سواء. وفي هذا الصدد قال محمد عدنان، أحد مهنيي قطاع المخابز التقليدية بالدارالبيضاء، إن قطاع المخابز التقليدية يعيش نكسة وعشوائية وحالة فوضى عارمة، بسبب غياب تنظيم وتأطير المهنة، وعدم تدخل المسؤولين لوضع حد لنزيف المشاكل والاكراهات التي تحول دون تطوير قطاع المخابز التقليدية، ودعا محمد عدنان إلى الدعم المباشر للدقيق من طرف الوزارة الوصية للحد من ارتفاع سعر الدقيق، وإعادة النظر في تسعيرة الحطب الذي تجاوز سعره 60 سنتيما للكيلو عوض 25 سنتيما أو إيجاد بديل لمادة الحطب، مؤكدا على ضرورة دعم وتطوير المخابز التقليدية من خلال إيجاد صيغة قانونية مناسبة لاستخلاص الضرائب تقوم على تحديد الضريبة حسب السومة الكرائية وهو مقترح يراه المهنيون ملائما نظرا لهشاشة المهنة، إضافة إلى تقنين القطاع وتطويره بإخراج قانون تنظيمي إلى حيز الوجود وتكوين وتأهيل اليد العاملة بشراكة مع مؤسسات التكوين المهني. إلى ذلك طالب مهنيو قطاع المخابز التقليدية بالنهوض بأوضاعهم المهنية والاجتماعية بانخراطهم في الصناديق الاجتماعية، كالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق المهني المغربي للتقاعد والتأمين ضد جميع المخاطر التي تهدد حياتهم أثناءمزاولة المهنة.