شكلت الدورة الثانية لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني المنظمة بساحة باب الجديد بمراكش، والتي تختتم اليوم الأحد، مناسبة للزوار من أجل اكتشاف الشرطة السينوتقنية، وهي وحدة متمرسة تضطلع بدور حيوي، إلى جانب مختلف الوحدات الأمنية، في الحفاظ على الأمن ومكافحة الجريمة بمختلف مناطق المملكة. واطلع زوار الرواق المخصص للشرطة السينوتقنية في إطار هذه التظاهرة الكبيرة، على المهام الموكلة لهذه الوحدة الأمنية المتخصصة والمتمرسة جدا وذات المؤهلات العالية التي أحدثتها المديرية العامة للأمن الوطني، فضلا عن التعرف على الدور الحيوي الذي يقوم به المركز الوطني لترويض كلاب الشرطة، منذ إنشائه سنة 1992، في تدريب مروضي الكلاب، وترويض كلاب الشرطة، قبل أن يصبح في 2016 قسما مركزيا تابعا لمديرية الشرطة القضائية، مما يخول له حاليا مراقبة وتتبع وتقييم أنشطة فرق الشرطة السينوتقنية. وبفضل تكوينها العالي، توجد وحدات الشرطة السينوتقنية دائما على أهبة الاستعداد وعلى درجة عالية من التأهب لمواجهة أي مهمة يستطيع فيها الكلب ومروضه تقديم حل سريع وناجع ودعم قيم مهما كانت وضعية التدخل. وفي هذا الصدد، أوضح العميد الممتاز، رئيس قسم الشرطة السينوتقنية التابع لمديرية الشرطة القضائية، رشيد الدحاني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه للقيام بالمهام الموكلة إليها على أحسن وجه، فإن هذه الوحدة الأمنية النخبوية، التي يتزايد عدد عناصرها باستمرار، تتوفر على موارد بشرية ذات كفاءات عالية سواء على المستويين المركزي أو الجهوي، خاصة مكونين في مختلف التخصصات السينوتقنية، ومروضين، وطواقم بيطرية، وتقنيين وأطر إدارية، وهدفها الأسمى هو القيام بواجبها بنجاعة وسرعة، والاستجابة لكل الطلبات الأمنية. وأضاف السيد الدحاني أنه بالإضافة إلى الحفاظ على النظام العام، والكشف عن المواد المتفجرة سواء الصناعية أو ذات الاستعمال العسكري، والبحث عن مختلف أنواع المخدرات، إما خلال العمليات المنفذة بمختلف المراكز الحدودية أو في إطار التحقيقات القضائية المتعلقة بالاتجار بالمخدرات، تقوم فرق الشرطة السينوتقنية بتنفيذ مهام أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها، من قبيل البحث عن الجثت وآثار الدم، وتقفي آثار الأشخاص، بمن فيهم المجرمين والسجناء الهاربين والأشخاص المفقودين، خاصة الأطفال، والبحث عن الناجين تحت الأنقاض. وركز المسؤول الأمني على التعاون النموذجي وتبادل الخبرات القائم بين الشرطة السينوتقنية المغربية وأجهزة الأمن في العديد من البلدان الصديقة (فرنسا والنمسا وألمانيا وغيرها)، مضيفا أن الشرطة السينوتقنية المغربية تضع تجربتها وخبرتها المؤكدة في مكافحة الجريمة رهن إشارة الدول العربية الشقيقة، وأن آخر دورة تدريبية كانت أجريت لفائدة مصالح الأمن السودانية. وللقيام بمهامها النبيلة والحفاظ على قدرتها على مواكبة التغيرات السريعة التي يعرفها المجال، تتوفر الشرطة السينوتقنية على بنيات تحتية حديثة جدا تستجيب للمعايير التقنية المطلوبة، ضمنها مركز وطني للتدريب السينوتقني يتوفر على مآو للكلاب، وحلبات للترويض، وخليتين لإعداد مواد التدريب، ومصحة بيطرية، علاوة على المعدات والتجهيزات الموجهة للتكوين السينوتقني. كما أن الشرطة السينوتقنية تتوفر على 17 مقرا جهويا عمليا، و22 مقرا آخر في طور الدراسة والإنجاز. وبالنسبة للتكوين، أبرز المسؤول الأمني أنه بمجرد انتقائهم من بين حراس الأمن حديثي التخرج، المتطوعين والمولوعين بالحيوانات عموما وبالكلاب خصوصا، يخضع سينوتقنيو المستقبل لتدريب تخصصي شامل، يتم فيه تلقينهم تقنيات الترويض، خاصة معايير الطاعة والانضباط والتركيز، التي تخول إرساء روابط للثقة المتبادلة وضمان الانسجام والتناغم بين المروض وكلبه، قبل أن يتابعوا تكوينا أكثر تخصصا وعمقا للتمكن من أداء مهمات أكثر دقة، من قبيل الكشف عن المتفجرات أو البحث عن المخدرات. ونظرا للأهمية الحاسمة للمهام المنوطة بالشرطة السينوتقنية، تستعمل المديرية العامة للأمن الوطني كلابا من سلالات مختلفة ذات مواصفات تستجيب لحاجيات الأمن، ومن بينها الراعي الألماني، والراعي البلجيكي مالينوا، واللبرادور، والروتفيلر، وكوكر سبانيل الإنجليزي وكولي الحدود. كما أن الكلاب المروضة تخضع، بغية تعزيز قدرتها البدنية وتحسين مردودها التقني، إلى نظام تغذية صحي ومتوازن، وتحظى بمتابعة بيطرية دائمة يسهر عليها طاقم بيطري عالي التأهيل، مما يعكس الدور الحيوي التي تقوم به هذه الكلاب في المهام الأمنية ومحاربة الجريمة في كافة ربوع المملكة.