ومع توالي الدورات، بصمت منصة أبي رقراق على نجاحات متتابعة، حيث وقعت "لاس مارافيلاس ديل مالي" بالمنصة الإفريقية على عرض متميز، برهنت من خلاله على أن هذه المنصة تعتبر موعدا لا محيد عنه لعشاق إيقاعات القارة السمراء. واستهلت المجموعة حفلها، برئاسة العضو التاريخي والكاريزماتي بونكانا مايغا، مرفوقا بأوركسترا متعددة الجنسيات، بتأدية باقة من أغانيها الجديدة التي تمزج بين اللغتين الإسبانية والفرنسية، من قبيل "أفريكا لو موند أتون تا فوا" (إفريقيا، العالم ينتظر أن يسمع صوتك) و"ماموسا" (الجدة بلغة البامبارا) و"لا شونسون دو دجينبا" (أغنية دجينبا). وكانت كل تلك الأغاني مصحوبة بالإيقاعات الأفرو كوبية الحيوية، التي رقص عليها طوال مدة الأمسية جمهور المنصة، وأوهمته لعدة لحظات بأنه يتجول بين أزقة العاصمة الكوبية هافانا تحت أشعة شمس الكاريبي الدافئة. وفي لحظة قوية من الأمسية، دعا مايغا على المنصة الموسيقي الغيني، موري كانتي، لتأدية مقطع على آلة لاكورا، وهي آلة موسيقية تقليدية غرب إفريقية، في انسجام تام مع أوركسترا المجموعة والإيقاعات الأفرو كوبية، مما لقي استحسانا كبيرا من طرف الجمهور المتعطش لاكتشاف الغنى الموسيقي للقارة السمراء. وختمت المجموعة حفلها بتأدية مقاطع من ريبرتوارها الأصلي، مثل "راديو مالي" (إذاعة مالي) و" رونديفو سو سوار شي فاطيماتة" (لدينا موعد هذه الليلة عند فاطمة)، أعادت الحاضرين إلى حقبة الستينات الجميلة. وتأسست مجموعة "لاس مارافياس ديل مالي" في منتصف الستينات من القرن الماضي، من طرف عشرة طلبة ماليين ذهبوا إلى كوبا لدراسة الموسيقى، وأعجبوا بالثقافة الفنية الكوبية وإيقاعاتها الموسيقية الساحرة، فأسسوا أول مجموعة إفريقية تمزج، بكل إبداع، بين الإيقاعات الكوبية والإفريقية، أو ما يسمى بالنمط "الأفرو كوبي". وتميزت المجموعة بكونها المجموعة الإفريقية الوحيدة التي تنشد بالفرنسية والإسبانية والبامبارا (لغة محلية مالية)، وقام أعضاؤها بتسجيل ألبوم وحيد، شكل مقطع من مقاطعه "أنديباندس تشا تشا" (الاستقلال تشا تشا) نشيدا للشعوب الإفريقية الساعية إلى الحصول على الاستقلال في تلك الحقبة الزمنية الثورية. وبصم النمط الموسيقي المنفرد لمجموعة "لاس مارافياس ديل مالي" تاريخ الساحة الفنية الإفريقية، وشكل مصدر إلهام للعديد من المجموعات القارية التي تبنت الإيقاعات اللاتينية. وبعدما تراجعت أنشطة المجموعة خلال العقود الأخيرة، تم إحياؤها من جديد سنة 2015 من طرف عضوها الأصلي والوحيد الذي تبقى من المجموعة، وهو بونكانا مايغا. ويعتبر مهرجان موازين – إيقاعات العالم، الذي أحدث سنة 2001، موعدا لا محيد عنه بالنسبة لهواة وعشاق الموسيقى بالمغرب. ومن خلال أزيد من مليونين من الحضور في كل دورة من دوراته الأخيرة، فإنه يعد من أكبر التظاهرات الثقافية العالمية. ويقترح هذا الحدث الفني المرموق، الذي ينظم طيلة تسعة أيام من شهر يونيو الجاري، برمجة غنية تجمع بين أكبر نجوم الموسيقى العالمية والعربية، ويجعل من مدينتي الرباط وسلا مسرحا لملتقيات متميزة بين الجمهور وتشكيلة من الفنانين المرموقين.