استأثر فوز الاشتراكي فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية باهتمام أغلب الصحف الوطنية، التي ناقشت كل منها وصول الاشتراكيين إلى قصر الإليزيه، خصوصا أن السؤال المغربي هو عن مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية في ظل الحكم الاشتراكي، فالعلاقات بين باريس والرباط كانت دائما مطبوعة بالتوتر خلال فترة حكم الاشتراكيين الممتدة بين 1981 و1995، كما تقول يومية “الأحداث المغربية” التي خصّصت صفحة لهذا الفوز تحت عنوان “أية بصمة لفرانسوا هولاند؟”. في هذا المقال، تذكر “الأحداث المغربية” أن اشتراكيي فرنسا بالأمس ليسوا اشتراكييها اليوم، مثلما أن المغرب الحقوقي لسنوات الثمانينيات ليس نفسه اليوم، مشيرة إلى أن المراقبين يتوقعون أن تكون العلاقات المغربية-الفرنسية أرقى مما كانت عليه في الملفات التقليدية بين البلدين والتي تهم الصحراء والاستثمارات وقضايا الهجرة والأمن، ومع ذلك سبقى السؤال مطروحا، حسب نفس اليومية، عن أي بصمة ستكون لفرانسوا هولاند على العلاقات بين باريس والرباط، كما أدرجت تصريحا لوزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني قال فيه إن “صعود الاشتراكيين ليس مقلقا. وننتقل إلى يومية “أخبار اليوم” التي تتساءل هل سترجع خلافات فرانسوا ميتران مع الحسن الثاني مع الملك محمد السادس وهولاند، إذ ذكرت أنه مباشرة بعد الإعلان عن فوز فرانسوا هولاند، خيّمت بعض الهواجس على مستقبل العلاقات الفرنسية المغربية بعد المستوى الكبير من التعاون والتحالف الذي ميّزها خلال عهد اليميني ساركوزي، مشيرة إلى أن الملك محمد السادس كان أحد أول المهنئين لهولاند عقب فوزه عير برقية أكّد من خلالها الملك محمد السادس ثقته في أن العلاقات التي تجمع بين البلدين والشراكة الاستراتيجية ذات الطابع الاستثنائي التي تربط بينهما، سوف تزداد رسوخا”، فيما بعث الرئيس الفرنسي الجديد رسالة قوية إلى الرباط بعد أن استشهد خلال حملته الانتخابية بالتقدم المغربي في مجال منح التصويت للأجانب في الانتخابات عبر الدستور الجديد. أما يومية “المساء” فقد اكتفت بذكر أن الفرنسيين قد أعادوا الاشتراكيين إلى قصر الإيليزي دون أن تخوض كثيرا في موضوع مستقبل العلاقات الفرنسية المغربية بعد هذا الفوز التاريخي، الذي خصّصت له يومية “الصباح” ثلاث صفحات تحت عنوان “فرنسا تضع حدّا للساركوزية في يوم تاريخي”، مشيرة إلى أن الحزب الاشتراكي “يرسل خطابات إيجابية إلى المغرب”، ومؤكدة في نفس الوقت أن “المغرب يعول على العلاقات التاريخية الجيدة وتأثير شخصيات وازنة داخل الحزب، دون أن تنسى الإشارة إلى أن العلاقات بين المغرب والحزب الاشتراكي لم تكن دائما مفروشة بالورود، ووصلت إلى مستوى كبير من التشنج أيام الراحلين الحسن الثاني وفرانسوا ميتران، غير أن الحزب الاشتراكي الفائز بالانتخابات الأخيرة سبق وأن أرسل إشارات إيجابية منذ الترشح للانتخابات الرئاسية بعد أن قالت الكاتبة الأولى للحزب خلال آخر زيارة لها للمغرب مارس الماضي أن “حزبها سيواصل دعمه للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية في فرنسا” وهو ما تم فعلا، لتبقى أمام الاشتراكيين الفرنسيين مسؤولية الوفاء بعهودهم وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين المغرب والحزب الاشتراكي الفرنسي. يومية “الخبر” وتحت عنوان “الدرس الفرنسي” خصّصت افتتاحيتها لتشيد بتقديم فرنسا لنفسها كديمقراطية حقيقية يتم فيها الاحتكام إلى صوت الشعب وصناديق الاقتراع، بناء على برامج انتخابية واضحة وواقعية وشفافة وقابلة للتطبيق، ومؤكدة أن الدرس الذي يجب علينا جميعا استيعابه هو أن الديمقراطية الحقة تُبنى بالخطاب السياسي الناضج والتنافسي وبالانخراط المجتمعي في عملية الانتخاب بدل العزوف.