حل الملك محمد السادس، أمس الخميس، ضيفا على الرئيس الفرنسي الجديد، فرانسوا هولاند، بقصر الإليزي، في زيارة غير رسمية بعد بضعة أيام عن زيارة قام بها وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني إلى باريس، والتقى خلالها بيير موسكوفيسكي، مسؤول الفريق الرئاسي الجديد لهولاند. وتأتي هذه الزيارة، حسب مصدر مطلع، لتدارك خطأ ارتكب في وقت سابق عندما رفض المسؤولون المغاربة استقبال هولاند في المغرب بعد أن راهنوا على فوز منافسه نيكولا ساركوزي. وفي هذا الصدد، قال محمد العبدي، المستشار السابق للمرشحة الاشتراكية، سيغولين روايال، والمقرب من الحزب الاشتراكي الفرنسي، إنه، حسب معلوماته، فالزيارة الملكية لقصر الإيليزي تبقى زيارة خاصة وكانت مبرمجة من قبل. وأكد العبدي، في تصريح ل«المساء»، أن هذا اللقاء هو فرصة لتبادل الآراء بين الملك وهولاند حول الكثير من القضايا المشتركة بين البلدين، متوقعا في الوقت ذاته أن تظل العلاقات بين باريس والرباط متينة. وأوضح العبدي قائلا: «حسب معرفتي بشخصية هولاند، فهو يعرف جيدا المصالح المغربية والمصالح الاستراتيجية مع دول المغرب العربي، خاصة المغرب والجزائروتونس»، مضيفا أن «هولاند كان كاتبا عاما للحزب وله أسلوبه الخاص وقناعاته الخاصة، وهو إنسان سياسي محض يتعامل مع موازين القوى والمبادئ، ويعرف جيدا المنطقة، وعنده مشاكل واضحة من قضية الهجرة وضد الميز العنصري». وبخصوص تأثير عدم دعم المغرب لفرانسوا هولاند، على غرار تونسوالجزائر، إبان الحملة الرئاسية الفرنسية، على العلاقات بين المغرب وفرنسا، قال العبدي: «الجزائر دعمت منذ البداية فرانسوا هولاند، وكان هذا خيارا استراتيجيا عندما راهنت على ربح الحزب الاشتراكي، على غرار تونس وقيادتها الجديدة، التي كان عدد منها ينتمون إلى اليسار ضمن خلايا الحزب الاشتراكي الفرنسي وكانوا لاجئين سياسيين في فرنسا، لكن المغرب الرسمي راهن على نجاح ساركوزي، لكن رغم ذلك أظن أن هولاند والملك سيكون لديهما تقارب في الآراء سيفاجئ الجميع». وبشأن علاقة هولاند بالمغرب أبرز العبدي أن الرئيس الحالي كان يقوم بزيارات خاصة، رفقة زوجته، إلى المغرب، وتحديدا أصيلة والشاون، «لكن المسؤولين المغاربة للأسف لم يكونوا يهتمون بالأمر لأنهم يهتمون بالأشخاص الذين يظنون أنهم أكثر تأثيرا». أما بخصوص مستقبل المشاريع المشتركة بين المغرب وفرنسا، التي وقعت في عهد ساركوزي وأثارت نقاشا في المغرب مثل مشروع «تي جي في»، فقال العبدي: «لن يتغير شيء لأن مشروع القطار فائق السرعة سيشغل مقاولات فرنسية، والسؤال هو: هل ستكون هناك مقاولات مغربية ضمن المشروع؟». وتأتي هذه الزيارة أسبوعا بعد إصدار الخارجية الفرنسية بلاغا تدعم فيه مقترح الحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء. كما أن الزيارة ستكون ثاني لقاء بين محمد السادس وهولاند، بعد استقبال الملك لهولاند، سنة 2006، عندما كان الأخير كاتبا أول للحزب الاشتراكي الفرنسي.