فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات الجماعية على مستوى مقاطعة يعقوب المنصور بالرباط ب 21 مقعدا، متبوعا بحزب التجمع الوطني للأحرار ب 11 مقعدا، ثم الاصالة والمعاصرة ب 8 مقاعد، فالحركة الشعبية بأربعة مقاعد، وهي النتيجة التي أسقطت حزب التراكتور من رئاسة مقاطعة أكبر حي في العاصمة الرباط. سيناريو إسقاط البام تم عبر تحالف وكلاء لائحتيْ حزب المصباح والحمامة بدرجة كبيرة قبل انطلاق الحملة الانتخابية، فقد كان التنسيق بين وكيليْ لائحة الحزبين أبناء حي يعقوب المنصور "عبد المنعم المدني" عن حزب العدالة والتنمية و"سعيد التونارتي" عن حزب التجمع الوطني للأحرار، بهدف إسقاط قطب البام بالمنطقة، خاصة وأن القراءات الأولية كانت تصب في اتجاه حزب التراكتور الذي راهن على شعبية "الحاج محمد مدهون" لدعم وكيل اللائحة "عبد الفتاح العوني" ومعه "حكيم بنشماش" و"بوشعيب بندريوش"، كما كان يراهن على "نجاة عزمي" في لائحة النساء والتي تعتبر اليد اليمنى ل "محمد مدهون"، قبل أن تنسحب من الحزب في اتجاه حزب الحصان.
وحسب مصادر "أكورا"، فإن "المدني" و"التونارتي" الصديقين قبل المنافسين، اتفقا على تمرير رسالة واضحة إلى ساكنة الحي، مفادها أن الحزبين عازمين على إسقاط البام ومن تم تسيير أكبر حي في العاصمة، عشّش فيه الفساد منذ عقود وتحكمت فيه أسماء لم تزد الحي شيئا غير انتشار دور الصفيح وشكاوى الساكنة من تفشي ظاهرة الرشوى مقابل استخلاص وثائقها، إلى غير ذلك من مشاكل النظافة والإنارة والتشوير وتقزيم دور الشباب في المنطقة الذي ظل دائما "شمعة" تحترق لأجل وصول هذا الشخص أو ذاك لمركز القرار.
الرسالة التي استلمتها ساكنة الحي، أسفرت في العديد من الدوائر عن تقاسم الأصوات بين الحزبين، فمثلا في المناطق التي يتميز فيها ممثل حزب الحمامة "التونارتي" بشعبية كبيرة، تصدر فيها عدد الأصوات متبوعا بحزب المصباح، مما يعني أن التنسيق تم في العمق دون أن يظهر خلال الحملات الانتخابية، حيث تفادى الحزبين أن ينظما حملة مشتركة كما اقترح أحدهم.
النتائج المحققة إذن بهذه المقاطعة، أسفرت عن تنسيق تام ودون "مشاكل" بين ممثلي الأغلبية: البيجيدي والأحرار ثم الحركة، حيث سيسلم "حكيم بنشماش" مفاتيح رئاسة المقاطعة إلى "عبد المنعم المدني" عن حزب العدالة والتنمية، وليتمركز البام في المعارضة.