أكد أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، أن المغرب يشدد على المسؤولية المشتركة مع دول جنوب الصحراء وشمال البحر الأبيض المتوسط في معالجة ملف الهجرة غير الشرعية. وقال بيرو ، في حوار خص به موقع "دويتشه فيله" الألماني نشره اليوم الثلاثاء، إن " هدف المهاجرين غير الشرعيين الذين يتدفقون على المغرب بعشرات الآلاف ليس الاستقرار في المغرب بل العبور إلى أوروبا، وخصوصا فرنساوألمانيا والدول الاسكندينافية وليس حتى إسبانيا أو إيطاليا". وذكر أن المغرب الذي يبذل جهودا في هذا المجال وقع منذ أسبوع على اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي يحصل بموجبها في مرحلة أولى على مساعدات قيمتها عشرة ملايين أورو تشمل تمويل برامج اجتماعية لإدماج المهاجرين الذين تمت تسوية أوضاعهم القانونية في المغرب، منها مليونا أورو لتعليم أطفال المهاجرين فيما تم تخصيص مبلغ مماثل للتغطية الصحية للمهاجرين وثلاثة ملايين أورو لتمويل برنامج للتأهيل المهني لفائدة 1500 مهاجر وبرنامج لمساعدة 1500 امرأة مهاجرة يعشن ظروفا صعبة. وأوضح بيرو أنه خلال زيارته لألمانيا ضمن أسبوع المغرب الذي اختتم أول أمس، أجرى محادثات مع كاتبة الدولة في وزارة الداخلية الألمانية، إميلي هابر، ومع الوزيرة المكلفة باللجوء والهجرة والاندماج، آيدان أوزوغيز ، ومسؤولين آخرين، أكد فيها على الدور الريادي الذي تلعبه ألمانيا في أوروبا ومسؤوليتها في التعامل مع ملف الهجرة. وأضاف أن المغرب يعتبر دور ألمانيا "أساسيا في نجاح سياسة الهجرة التي تنتهجها المملكة" التي قامت بتسوية أوضاع 20 ألف مهاجر من أصل 28 ألفا وفدوا إليه ، خصوصا من دول جنوب الصحراء إضافة إلى تسوية وضعية أزيد من ثلاثة آلاف سوري. وأكد أن هذه الاستراتيجية لا تقتصر على الجانب الأمني، بل تستند على مقاربة شاملة في أبعادها التنموية والتضامنية ومساعدة الدول المصدرة للهجرة إضافة للجانب الإنساني والحقوقي والاجتماعي والقانوني لإدماج المهاجرين. وفي ما يتعلق باقتراح ألمانيا إقامة مراكز استقبال لطالبي اللجوء في بلدان العبور، لتفادي المجازفة بحياتهم في مياه المتوسط، قال بيرو إن المغرب "يفضل الاعتماد على مقاربة استباقية لمعالجة آفة الهجرة غير الشرعية، من خلال توفير بدائل للمهاجر كي يغير رأيه ويستقر في بلده". وأوضح أنه يمكن تحقيق ذلك عبر معالجة الدوافع التي تقف وراء فكرة الهجرة نحو أوروبا، والمتمثلة بالخصوص في الفقر، وإنجاز مشاريع بسيطة تغير فكرة الهجرة لدى الشخص المعني وتشجيعه على الاستقرار والعيش الكريم في بلده. وعبر عن اعتقاده أن المغرب يمكنه أن يقوم بدور أساسي كجسر للتعاون الثلاثي بين ألمانيا ودول جنوب الصحراء، التي تعتبر مصدرا أساسيا للهجرة، مضيفا أن المملكة " قامت بخطوة تتجاوز مجرد فتح مراكز استقبال للمهاجرين، عبر تسوية أوضاع الآلاف منهم وهي خطوة اتخذت سنة 2014 ولا يمكن أن تكون إلا استثنائية وقد انتهت". وخلص المسؤول الحكومي، إلى التأكيد على أن المغرب يعمل وفق منظور وقائي من أجل حماية حدوده ومجتمعه من أي تدفق للهجرة يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد وتوازن المجتمع والاقتصاد.