نشر ائتلاف أمازيع فرنسا بيانا يندد بالمواقف المعادية للأمازيغ المغاربة، التي عبر عنها الأمير “م.هشام”. وجاء في البيان أنه في يوم 30 يونيو 2012، وفي مدرج مليء عن آخره، كان “الأمير الأحمر”، هشام العلوي سليل العائلة المالكة في المغرب، وباحث في معهد تابع لجامعة “ستانفورد” بالولايات المتحدةالأمريكية، ضيفا على المدرسة الباريسية الشهيرة للتجارة “HEC paris” لإعطاء محاضرة حول “الربيع العربي”، هذا الاصطلاح الذي يعشقه، بحيث يسعد بوصف نفسه كوطني عربي قح. على مدى مداخلته ونقاشاتها التي دامت أزيد من ساعتين، وبينما كان يتحدث عن الشرق الأدنى والشرق الأوسط وشمال افريقيا، لم يكف عن تكرار خطاب ماضوي مشفوع بعبارات “العرب” و”العالم العربي”، و”الربيع العربي”.. إلخ، وذلك من أجل تحليل الاحتجاجات التي ميزت هذه المناطق من العالم. وقد قدم نفسه للحاضرين كمدافع عن الوطنية العربية، وحالو دون كلل، ورغم كل شيء، أن يهيكل فكرا جيوسياسيا، وجيو استراتيجيا محوره الأوحد هو الايدولوجيا المبنية على “الشمولية العربية”. ومن أجل فهم المجتمعات شمال افريقية، والشرق أوسطية وفي الشرق الأدنى، التي تعرف حاليا نفحات ديمقراطية منعشة، يتم فيها التعبير عن عمق المطالب الشعبية بانفتاح، لم يتوان هشام العلوي عن التهليل بأشكال الفكر التي كانت لها صولة منذ خمسينيات القرن الماضي، غير أنها اليوم هرمت، وأصبحت تعد من إرث زمن ولى. ولم يحجم كذلك، كعادته في كل خرجاته الإعلامية، عن الزج بالمتلقين في فضاء ذي جاذبية مفتعلة نحو فكر شمولي يختزل كل التعددية، التي تطبع شعوب المنطقة، والمغرب بدرجة خاصة، في قوقعة إثنية عربية تنشط فيها فعاليات تروج للتمييز والإقصاء. في هذا الخطاب الذي ينحو منحى احتقار التاريخ المغربي، ذهب هشام العلوي إلى حد القول بأن الأمازيغ لم يكونوا سكان المغرب الأولين. ودافع عن فكرة تجعل من شعوب أخرى، كانت سابقة، مستشهدا على الخصوص بمواقع أركيولوجية تغافل عن ذكر أسمائها، مما ينم عن استخفاف كبير يسيء لجدية طريقته كباحث في العلوم الاجتماعية. إن هذا النوع من الخطاب يذكر بالاستجواب الصحفي، الذي كان خص به، قبل بضعة أشهر، المجلة الفرنسية المتخصصة في العلوم الإنسانية “le débat”، وقام خلاله بالتعليق على الفصل الخامس من الدستور المغربي الجديد، الذي أخرج تعريف الهوية بالمغرب في حلة جديدة، واعترف بتامازيغت كلغة رسمية، فمن وجهة نظره، كل المقتضيات الجديدة تنساب في خضم روح “ظهير بربري” جديد: “هل يخول لنا، بعد مرور نصف من الزمن على الاستقلال، إعادة ابتكار “الظهير البربري” لسنة 1930، الذي كان يروم بث لقاح التفرقة بين الشعب المغربي؟ المغرب ليس مشروبا أمريكيا متجانس المحتوى، بل وجبة كسكس كبيرة مفتوحة لكل المحتويات. إلا أن المقتضيات الجديدة التي أُخذت على محمل الاستخفاف، تحمل في طياتها خطر إفساد هذه الوجبة الوطنية. عندما نترك بعض المحتويات جانبا، نحرم الكل من ثرائه”. إن ائتلاف أمازيغ فرنسا من أجل التغيير الديمقراطي في المغرب، بصفته مدافعا عن تاريخ غير ذي حمولة إيديولوجية بمجتمعات المتجذرة لإفريقيا الشمالية، وباعتباره قطبا للالتقاء المنخرط في دينامية إحداث دمقرطة حقيقية في المجتمع المغربي، يندد بالطابع الماضوي، وغير المسؤول لكلام هشام العلوي، المبني على إيديولوجيا متجاوزة، وهو يجاهد نفسه لإعادة إنعاشها بأي ثمن. ائتلاف أمازيع فرنسا يدعو القوى الحية في مجال الصراع من أجل الديمقراطية في المغرب وفي العالم لليقظة الكبرى والمتأهبة، لأن إعادة تحريك ونشر إيديولوجيا، هي اليوم على هامش التاريخ، من شأنه أن يعرقل تحليل التغيرات التي تعرفها مجتمعات شمال إفريقيا. إن المعارك الديمقراطية لا يمكنها إلا أن تستفيد من النقاش الفكري الهادئ، وغير المشحون، وذلك في طريق التقريب بين كل من يتوقون للعدالة والحرية وللحقيقة، كل هذه المعارك لا يمكن إلا أن تتقوى لفرض تغير ديمقراطي حقيقي تأخر كثيرا ليتأصل في المغرب. ائتلاف أمازيغ فرنسا من أجل التغيير الديمقراطي في المغرب باريس: في 25 فبراير 2012