رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مجلس الأمن.. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    جرسيف .. نجاح كبير للنسخة الرابعة للألعاب الوطنية للمجندين    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    زاكورة تحتضن الدورة الثامنة لملتقى درعة للمسرح    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك        بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    روسيا تمنع دخول شحنة طماطم مغربية بسبب "أمراض فيروسية خطيرة"    نادي المغرب التطواني يقيل المدرب عزيز العامري من مهامه    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    دشنه أخنوش قبل سنة.. أكبر مرآب للسيارات في أكادير كلف 9 ملايير سنتيم لا يشتغل ومتروك للإهمال    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    "التقدم والاشتراكية": الحكومة تسعى لترسيخ التطبيع مع تضارب المصالح والفضاء الانتخابي خاضع لسلطة المال    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تثمينا لروح اتفاق الصخيرات الذي رعته المملكة قبل تسع سنوات    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    قضايا المغرب الكبير وأفريقيا: المغرب بين البناء والتقدم.. والجزائر حبيسة سياسات عدائية عقيمة    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    دورية جزائرية تدخل الأراضي الموريتانية دون إشعار السلطات ومنقبون ينددون    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025        مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحركة الامازيغية والانتقال الديموقراطي :مقاربات اولية
نشر في أسيف يوم 20 - 02 - 2007

-مقدمة لابد منها:غالبا ما يتم الحديث عن الامازيغية بربطها بالحركة الثقافية .كما لو ان الامازيغية بالمطلق اي بالألف والام محصورة المجال ولا تسعى سوى الى تأكيد الهوية الثقافية ،- هذا التأكيد لا شك انه من أساسيات النهوض الثقافي بالمغرب بإعادة الاعتبار للبعد الأمازيغي في الهوية المغربية - لكن الانغلاق في النزعة الثقافوية واعتبار الثقافة هي المبتدأ والخبر للأمازيغية ،افقار لإمكانات كبيرة متوفرة امام حركية الفعل الامازيغي في انفتاحه وتناغمه مع الابعاد النضالية الاخرى لاسيما الحركة الاجتماعية التي تعتمل من داخل الجسم المغربي في سعيها دمقرطة الدولة والمجتمع وترسيخ المكتسبات الديموقراطية و النضال من اجل سيادة كل حقوق الانسان .الحركة الامازيغية يمكنها -وتستطيع بالفعل-ان تساهم في النضال الديموقراطي الذي يسعى اولا الى اعادة تسييس الجماهير العريضة تسيسا يتوخى توعيتها بمتطلبات المرحلة ودورها المحوري في الدفاع عن مصالحها بعيدا عن الشعارات الفارغة و الديماغوجية التي كانت من ضحاياها لمدد طويلة . وثانيا الى تقوية القدرات التنظيمية الذاتية للمواطنيين وقدراتهم على ابداع اشكال جديدة متقدمة للمشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل يقطع مع احتكار الدولة وطبقاتها للسياسة والاقتصاد والاجتماع والدين.... ويرسخ ت
قاليد ديموقراطية في مراقبة اداء الدولة ومؤسساتها.وثالثا في نشر ثقافات الديموقراطية والمواطنة و حقوق الانسان وتقطع مع الاستيلاب الفكري كمقدمة اساسية للقطع مع الاستيلاب الاقتصادي في مراحل متقدمة من الصراع الاجتماعي ومن التراكمات النضالية للحركات المجتمعية اذ لا تقدم في أي مجال يأتي لوحده بل ثمرة نضالات مستمرة مختلفة التكتيكات والسبل . الحركة الامازيغية كتعبير سوسيو -بوليتكي عن بعض طموحات (ليس بالطبع كل) الجماهير المغربية في دمقرطة الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية قادرة على لعب دور مساهم وبناء في رسم معالم الغد بعناصره الاساسية :الدولة والمجتمع والمواطن.2- مقاربة مفاهيمية:*الحركة الامازيغية: نعني بها مجموع الفعل المنظم المناضل من اجل اقرار الحقوق اللغوية والثقافية الامازيغية في مقاربة شمولية تشمل الدفاع عن كل حقوق الانسان طبقا للمواثيق والعهود والاعلانات الدولية لحقوق الانسان الصادرة عن الهيئات الدولية المختلفة (الجمعية العامة للأمم المتحدة ،المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة ،توصيات لجنة حقوق الانسان الأممية ،منظمة العمل الدولية ....) وتتكون الحركة وفق هذا التعريف اساسا من العمل الجمعوي الامازيغي . الذي ازداد زخما وتأثيرا على المشهد السوسيو ثقافي والسياسي ابتداءا من التسعينات وتحديدا مع ميثاق اكادير للغة والثقافة الامازيغيتين الذي شكل الانطلاقة النوعية الاولى ليتوج بسلسلة من التراكمات النوعية كالمساهمة في المؤتمرات الاممية الخاصة بحقوق الانسان وتدويل النضال الامازيغي ونقله الى كل المحافل واللقاءات الدولية .**الديموقراطية: رغم الكتابات الهائلة والآف الكتب والابحاث والندوات والمؤتمرات حول مفهوم الديموقراطية وازمات تطبيقها وطريقة الوصول اليها وتحقيقها .مازال المفهوم وماهية الديموقراطية يستأثران باهتمام العديد من المختصين والعلماء .فكغيره من المفاهيم يفترض فيه ان يتكيف مع تحديات العصر فما يعنيه في عصرما قد لاينطبق على عصرنا حيث تنظاف تحديات اخرى امام الفاعليين .فإذا كانت الديموقراطية تعني في الماضي حكم الشعب نفسه بنفسه فإن التحدي الاساسي الذي كان مطروحا هو الحد من سيطرة واحتكار السلطة من طرف الدولة ومؤسساتها فيما انظاف في عصرنا الراهن احتكارات اخرى كاحتكار رجال الاعلام والثروة والاسواق للدول ولمصير البشرية . فالديموقراطية اليوم امام تحديين اثنين اساسيين هما :-رفض التوتاليتارية في تسيير شؤون البلاد أي العمل على توسيع هامش المشاركة الشعبية في اتخاد القرارات وفي التسيير والتدبير بابداع اشكال تنظيمية سياسية تمكن المواطنيين من تقرير مصيرهم بأيديهم.-رفض اعطاء صلاحيات التسيير والتقرير للسوق حيث ان ذلك يعني ببساطة رهن مصير الناس بالتقلبات البورصوية و التضحية بالمكتسبات الاجتماعية للعمل في لفائدة تعظيم سلطة الرأسمال.اي بمعنى آخر الانتقال الى الهمجية. لإقرار الديموقراطية لابد ان تتوفر ثلاث عناصر على الاقل اولها اشاعة الحريات الفردية والجماعية ورسوخ ثقافة المواطنة والتعدد ية الثقافية والمساواة .ثاني العناصر اعتماد العقل والعقلانية كمنهج بحث وتفكير في القضايا المجتمعية وفي المناهج التعليمية وتحرير البحث العلمي لتطوير القدرات الكامنة في ذوات المواطنيين.واخيرا احترام الاختلافات اللغوية والدينية والمذهبية . ان تظافر هذه العناصر الثلاث من شأنها ان تعطي للديموقراطية في عصرنا الراهن حيوية وكينونة بعد غيبوبة قسرية فرضتها ثقافة السوق الاستهلاكية وما نتج عنها من استيلاب للإنسان وفقدان إحساسه بالأمل امام النكبات المتتالية والمشاكل العويصة لذلك يقول الدكتور جورج طرابيشي عن حق في مقدمة كتابه : "من النهضة الى الردة تمزقات الثقافة العربية في عصر العولمة ":((انني انتمي الى جيل الرهانات الخاسرة .فجيلنا راهن على القومية وعلى الثورة وعلى الاشتراكية وهو يراهن اليوم على الديموقراطية -لا لقيم ذاتية في هذه المفاهيم ،بل كمطايا لتجاوز الفوات الحضاري ،الجارح للنرجسية في عصر تقدم الامم ..)) ***التغيير الديموقراطي : يقصد به التأسيس لميكانيزمات دمقرطة النظام السياسي وهذه الميكانيزمات هي:أولا: سيادة الشعب على مصيره الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي و الثقافي.ثانيا: حماية الحريات و حقوق الانسان بصفة عامة تشريعا و عملا. ثالثا: فصل السلطات. رابعا:تعددية سياسية و حزبية حقيقية. خامسا:اعطاء ضمانات قانونية فعلية لمؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها في مراقبة آداء مختلف المؤسسات.سادسا:إتاحة الوسائل الضرورية العملية و المادية للمشاركة الشعبية في إدارة الشؤون العامة وإقرارلا مركزية حقيقية تراعي خصوصيات كل منطقة و يسمح بتعدد مراكز القرار ضمانا لتوسيع مجالات الحرية و المشاركة. و بطبيعة الحال لا يمكن ان تكون هذه الميكنزمات متعاقد عليها إلافي إطار دستور ديمقراطي شكلا و مضمونا و عاكسا للهوية الامازيغية للمغرب.ولا يمكن القول بالنسبة لمجتمع من المجتمعات بأن النضال من أجل الديمقراطية يرتبط بمرحلة معينة ذلك ان حماية المكاسب الديمقراطية و تحصين الديمقراطية ضد كل أشكال الاعتداء عليها يعتبران مهمة لا تنفصل عن مهمة النضال من أجل تأسيس الديمقراطية. فمهما بلغ البنيان الديمقراطي من رسوخ و تجذر فهو في حاجة دائمة إلى الذوذ عن كيانه و إلى حمايته ضد كل أشكال و محاولات الانتكاس أو الارتداد. 3) في مشروعية خطاب الحركة الامازيغية:يقتضي مناقشة وانتقاد معرفي لمشروعية خطاب أي حركة التأكيد على أن المقصود بالمشروعية ليس هو التوافق مع خطاب الناقد حيث أن البديهي منطقيا هو أن يكون فكر الناقد مختلف عن الفكر المنقود إلا أذا اصبح النقد لاغيا. إنما نقد مشروعية خطاب حركة ما هو تفكيك لاصوله وتحليل لمرتكزاته النظرية والفلسفية ومدى سعيه إلى المساهمة في دمقرطة الدولة والمجتمع. وعلبه فكل فكر ناقد او منقود على الديمقراطية لا يصبح كذلك إلا اذا كان ديمقراطي فكرا وممارسة قولا وعملا و بشكل شمولي.فالحقيقة التي ارى ضرورة التسليم بها هي ان الفكر الناقد في حاجة دائمة و ماسة إلى الفكر المنقود حيث ان المعرفة لا تبنى مرة واحدة وبشكل نهائي وانما هي مثلها مثل التغيير تراكم الخبرات عبر الحوار والتنقيح والبحث والابداع المستمر. و النضال على اكثر من صعيد ومستوى.كما يقول الدكتور برهان غليون (( التغيير هو ثمرة التفاعل بين الوعي الجديد و المتجدد والواقع الموضوعي و المادي المتبدل والمتطور. ولا تغيير من دون وعي مبلور و واضح بأهداف التغيير وقيمه ولا نغير من دون موارد مادية و إمكانات وظروف و قدرات تقنية وفنية.)) و لإعطاء موضوع مشروعية خطاب الحركة الامازيغية بعدا موضوعيا لابد من فتح نقاش وحوار تحليلي ونقدي مع مجموعة من الاطروحات المشككة في الفعل الامازيغي ودوافعه المفترضة وغاياته الدفينة ان وجدت ومحاولة تأسيس رؤية تبتغي المساهمة الجدية في دفع النضال الديموقراطي المغربي الى آفاق رحبة .** خصصت مجلة البيان الكويتية التي يصدرها المنتدي الاسلامي عددي 177 و178 يوليوز-غشت2002 تحت عنوان بارز الفرنكفونية المفروضة والصبغة المرفوضة ملفين مهمين حول الفرنكفونية في بلدان شمال افريقيا ونظرا لربط مختلف الباحثين الفرنكفونية بالامازيغية وبالدعم الغربي ارتأيت ان ا ناقش مجموعة من الافكار التي وردت عند بعض هؤلاء الباحثين والتي تجانب الصواب في نظري وتغلب العين الايديولوجية الضيقة في التحليل على العين المدققة والمحللة والباحثة عن تنوير القارئ الكريم لا تنويمه وأسر مخيلته.في تقديم المجلة لموضوع الفرنكفونية طرحت اسئلة بديهية لكن ملغومة وهي : ما الفرنكفونية ؟ ولماذا الحديث عنها؟ فلنتأمل ماقيل في التعريف :((...وكذلك التيارات الامازيغية الانفصالية التي لم يكن يؤبه لها ابان الصراع الثنائي العالمي بين الشرق الشيوعي والغرب الرأسمالي برزت اليوم في الواجهة لكن من خلال الاحتضان الفرنكفوني ، بل لقد استطاعت الفرنكفونية ،هذا الشيطان القديم الجديد ،ان تحول بعض الاتجاهات (ماركسية /امازيغية )بإحياء الظهير البربري الذي اصدره الاستعمار الفرنسي بالمغرب وبالجزائر ابان الاستعمار الذي كان يقضي فصل العرب عن الامازيغ(البربر) ....من هنا صرنا نسمع اليوم لدى هذه التيارات الخطيرة شعارات مرفوعة باسم (كسيلة البربري) باعتباره رمزا (وطنيا )! وانما كسيلة هذا هو قاتل القائد المجاهد المسلم الذي فتح المغرب :عقبة بن نافع .ان معنى ذلك ان على الاجيال الجديدة المتخرجة من محاضن الفرنكفونيين (الشيو/امازيغيين) ان يعودوا الى مغرب ماقبل الفتح الاسلامي وهو مغرب كانت تتنازعه الوثنية والنصرانية .))(التسويد من عندي)تصفحت الملف كله والمؤلف من ثماني مداخلات لاساتذة معظمهم من المغرب بالاظافة الى تونسي وجزائري ومصرية وتشترك كل المداخلات في النقط التالية :- البربر هي المفردة التي اطلقوها على الامازيغيين بالمغرب والجزائر.ومن المعروف ان هذه المفردة لم تعد مستعملة لدى الباحثين المحترمين انما تستعمل فقط لدى الذين يحقدون على الامازيغية خصوصا ان كانوا من المغاربيين. -اللغة العربية تعيش محنة تحت عناوين (اغتيال اللغة العربية او محنة اللغة العربية ) وتقديس العربية :((زيادة تمسك المغاربة باللغة العربية باعتبارها لغة القرآن ووسيلة التفقه في الدين ،ووسيلة لإظهار التماسك والتلاحم الوطني في وجه المستعمر)) الدكتور الصمدي . ((وبذلك اصبحت المطالبة بجعل اللغة العربية لغة التعليم والادارة ولغة كل المغاربة بدون استثناء مطلبا شعبيا ،ترفع حوله كل الشعارات في كل المناسبات الوطنية بل من المبادئ الاساسية التي ترى فيها الحركة الوطنية مظهرا من مظاهر الاستقلال ،وهذا ما اجهض مشروع المدارس الفرنسية البربرية ،ومن ثم المشروع اللغوي الذي كانت فرنسا تأمل تحقيقه بالمغرب)) الدكتور الحسن مادي - تم الحديث عن ما اسموه بالاطروحة البربريةوربط التيارات الامازيغية بالآخر المستعمر وان هدفها هو معادة العربية والتبشير للمسيحية.-الفرنسية لغة المستعمر يجب معاداتها وذلك دفاعا عن التقاليد والعادات والموروث الحضاري ...((هكذا قررت فرنسا انشاء ما سمته بالمدارس الفرنسية البربرية لتمزيق الهوية المغربية وايجاد جيل تابع لفرنسا هجين الثقافة مفتقد الهوية مستعد للتضحية من اجل فرنسا عند اول نداء))الدكتور خالد الصمدي ص35المتأمل لما طرح اعلاه من مواقف لابد ان يخرج بانطباع ان الامازيغيين بالمغرب كانوا من شجع وتعاون مع الاستعمار الفرنسي كأن الامازيغ هم من وقع معاهدة ايكس ليبان الخيانية او ان الامازيغ هم من استفاد من الاراضي التي اخلاها المعمرون في الوقت الذي تثبت الوقائع التاريخية ان معظم الامازيغيين (ليس كلهم بالطبع هناك من الامازيغيين من بطش بالامازيغيين وسلب اراضيهم )هم من سكنوا الجبال خوفا من البطش الاستعماري فيما استفاد السياسيون من محتكري الوطنية من الاراضي الخصبة في السهول ووقعوا معاهدات المطالبة بالحماية والمطالبة بالاصلاحات فيما بعد .اما فيما يتعلق بتشجيع فرنسا للمدارس البربرية فأتمنى لوكان ذلك صادقا حيث ان لو كان ذلك صحيحا لما كان الامازيغيون عرضة للأمية والتجهيل والشعب المغربي امي بنسبة 65 % فأين مساهمة المدارس الفرنسية في تثقيف البربر باللغة الفرنسية ؟ كما ان الفرنسية ليست لغة مرفوضة فقد ابدع بها الكثيرون من الفرنسيين وغيرهم من الشرفاء الذين كان همهم هو نشر العلم والتنوير انما المرفوض هو الممارسات المنافية لحقوق الانسان مهما كانت لغة فاعليها فكم من الجرائم التي فعلها العرب ضد بعضهم البعض وضد القوميات الاخرى فهل يعني ذلك ان اللغة العربية ستأخذ بجريرة ممارسات متكلميها ؟ اما عن دور الفرنكفونيين في تمزيق الهوية الوطنية فأرى بأن ما يمزق الهويات هو الفقر والاستبداد والقهر الاجتماعي فكم من مواطنيين مغاربة يستشهدون يوميا في عرض المحيط الاطلسي بحثا عن لقمة العيش وفي بلاد "المستعمر" و"الكفر" فهل سياهمون في تمزيق الهوية الوطنية لأنهم مجبرون على الهجرة الى اوطان توفر لهم الحد الادنى من العيش و سيجبرون على الاندماج في المجتمعات الاوروبية ؟ ثم سؤال اخر اهم وهو هل هناك هوية وطنية في اطار العولمة واطار التقسيم الاستعماري للأوطان ؟الم تكن الاوطان التي نتبجح بها
اليوم ما هي الا افراز تقسيم استعماري مدروس للعالم من قبيل معاهدات سايس بيكو ؟.بصفتي مناضل من داخل الحركة الامازيغية لم يسبق لي ان سمعت شعارا رفع عن كسيلة او ان الحركة الامازيغية تريد ان تعيد امجاد غابرة او ان كسيلة كان بطلا من الابطال انما هو شخصية في التاريخ لا اقل ولا اكثر كما ان عقبة بن نافع شخصية في التاريخ و تقييم عطائهما في التاريخ هو من اختصاص المؤرخين العلميين والباحثين بموضوعية عن الحقيقة والواقعة التاريخيتين بعيدا عن التبريرات الايديولوجية سواء اتجاه السلب او الايجاب .ان القول بأن هناك في الحركة الامازيغية من يبجل ويؤله كسيلة هو تضليل ايديولوجي محض هدفه تبرير معاداة الامازيغيين وهروبا من التحليل التاريخي والموضوعي لتاريخ المنطقة و لمطالب الحركة الامازيغية فكسيلة وعقبة بن نافع لم يكونا في نظري سوى مجرمي حرب من حسن حظهما ان المحكمة الجنائية الدولية لم تكن حينها قائمة فهما لم يقوما بشكل مختلف عن ما قام به كل الجبابرة في التاريخ من سفك للدماء وهدر للأعراض ومن يشك فيما اقول فليرجع الى التاريخ حتى لو كانت الجرائم موقعة باسم الجهاد ونشر الاسلام .اما ان الحركة الامازيغية حركة انفصالية فهذا عاري عن الصحة حيث ان من يراجع ادبيات الحركة الامازيغية بالمغرب لن يجد أي مفردة توحي بذلك انما الاتيان بهذه الشبهة هدفه تبرير علاقة القوى الاستعمارية بالقضية الامازيغية وهذه تهمة قديمة تستوجب تجديدها لتوافق التحولات الجديدة بالعالم حيث من الاولى الآن ربط الامازيغيين بتنظيم القاعدة وذلك لوضعهم على لائحة الارهاب !!اما من يدعي بأن تطور نضال الحركة الامازيغية خصوصا في التسعينات مرتبط بانهيار الاتحاد السوفياتي و نهاية الثنائية القطبية وتفرد العالم الرأسمالي بمصائر الشعوب فإدعاء يفيد بالمنطق بأن الرأسمالية اطلقت العنان للحركات المختلفة التوجهات وان انهيار المنظومة الاخرى على حد زعم المدعيين فسح المجال للتعبير عن مطالب الشعوب ،فقول جاهل لمنطق التطور الرأسمالي و لأولوياته ،الم تقمع المظاهرات المناهضة للعولمة الرأسمالية بكل قوة في البلدان الرأسمالية ؟؟ الم تدرج الامبريالية الامريكية العديد من الحركات المناضلة في لوائح الارهاب ؟؟ هل تدخلت القوى المسيطرة "المنتصره في الحرب الباردة" من اجل حماية الامازيغيين في الجزائر من البطش العسكري والمخابراتي خلال انتفاضة القبايل للسنة الماضية؟؟.لماذا لم ترسل الامم المتحدة لجنا لتقصي الحقائق ؟؟ كل هذه التساؤلات واخرى التي لايتسع المقال لذكرها تفيد بما لايدع مجالا للشك بأن الحركات المناضلة ومنها الحركة الامازيغية لا يمكن ان تكون صناعة تضاد امريكي- سوفياتي انما الاقرب للصواب هو ان الوعي بالعوامل الثقافية والهوياتية في الصراعات الاجتماعية والسياسية وفي دواليب الصراعات الطبقية- بعد سيطرة المقاربات الاقتصادوية او السياسوية لمدد طويلة- ساهم في بلورة تعاطي او على الاقل مقاربات شمولية للقضايا المطروحة والملحة امام الفعاليات المناضلة من داخل المجتمعات المتقدمة صناعيا والمتخلفة على حد سواء فنمت بفضل ذاك الوعي ،النضالات المهتمة بالبيئة ومخاطر الثلويت الصناعي والحركات المناهضة للعولمة و للرأسمال المضارباتي وكذلك الحركات الثقافية سواء تعلق الامر بالشعوب الاصلية كالهنود المكسيكيين في الشيباس مثلا اوبالشعوب الأصيلة والتي تتعرض لغاتها وحضاراتها للتدمير والتهميش والمصادرة (الامازيغ في شمال افريقيا والاكراد في الشرق الاوسط كنماذج). يعتبر تيار الاسلام السياسي من التيارات الاشد معاداة للحقوق اللغوية والثقافية الامازيغية لاعتبارات كثيرة نجملها في ما يلي :(المقتطفات مأخوذة عن كتاب الاستاذ احمد عصيد :الامازيغية في خطاب الاسلام السياسي)-تقديس الاسلاميين للغة العربية باعتبارها لغة القرآن ،والدفاع عن الامازيغية في نظرهم انتقاص من العربية وتهديد لمكانتها "الدينية " في هذا الاطار يقول الاستاذ عبد السلام يسين في كتابه حوار مع صديق امازيغي ص98 ((وما يشعرنا بأن الثورة الثقافية الامازيغية ،والسياسة الثقافية الامازيغية ،لن يطلق بعضهم من خلالها الخلق والدين ولن تفضي الثورة الثقافية الامازيغية بالمسلمين المغاربة الى صراع ونزاع ولن يصبح الخصام اللغوي (..) حربا اهلية يريد مسيسو الثقافة الامازيغية ومسيسوها ان يجندوا لمعاركها الاجيال بتعميم اللغة الامازيغية وترسيمها في المدارس.))ويقول الاستاذ في نفس المنوال وفي نفس الكتاب ص88:((وويح العرب المسلمين ،ما فعلوا بلغتهم !وويح الامازيغ المسلمين ما يساهمون في فعله بلغة القرآن !)).-اعتبار الاسلاميين ان الدفاع عن الامازيغية هو لخدمة اهداف استعمارية حيث غالبا ما تتهم الحركة الامازيغية بأنها ممولة غربيا .وهو ما يعبر عنه الاستاذ يسين في كتابه المذكور سلفا ص 240 :((من يمول ويدول؟)) منطق طرح السؤال التالي يتضمن جوابا قطعيا من طرف الاستاذ بأن الحركة الامازيغية ممولة ومدولة خارج الحدود .لكن الاستاذ لم يسأل نفس السؤال عن من يمول الحركة الاسلامية بالمغرب و من يحتضن العديد من المتهمين بأعمال ارهابية ضد المدنيين الابرياء في عدد من البلدان .ألم تحتضن العاصمة الفرنسية اسابيع فقط مؤتمر الجبهة الاسلامية الجزائرية المتهمة الى جانب قوى الجيش بارتكاب اعمال اجرامية في حق الشعب الجزائري ؟؟4) الحركة الامازيغية في قلب معركة التغيير الديموقراطي:يقول الدكتور سمير امين في كتابه القيم حول نظرية الثقافة :((لقد طال اهمال المسألة الثقافية من جانب القوى السياسية الفاعلة في العالم اجمع ،في الغرب وفي العالم الثالث على السواء ،وكانت عندما يأتي ذكرها تختزل الى مرتبة ثانوية في الخطاب الجاري-وها هي تطفو من جديد على السطح بقوة في كل مكان .فغدا الدفاع عن "الاصالة" وتقريظ "الاختلاف "موضوعين رائجين ،لهما فضلا عن ذلك ،حظوة مؤكدة لدى قطاعات متنوعة وغفيرة من الجمهور.)) .القوى الفاعلة في المغرب كذلك احزابا كانت او جمعيات مجتمع مدني لم تهتم بالثقافة واعتبرتها ثانوية في برامجها وخططها ،فمن النادر ان نجدا جمعية من خارج الجمعيات الامازيغية تهتم بالامازيغية كأن الامازيغية قضية تهم فئة بعينها وليست قضية وطنية !! كما ان الاحزاب السياسية المغربية لم تولي أي اهمية للقضية الامازيغية سواء في برامجها ماعدا بعض الاحزاب الجديدة التي دعت في برنامجها الانتخابي الى دسترة الامازيغية كلغة وطنية كما هو حال اليسار الاشتراكي الموحد لكن يبقى هذا التقدم خجولا باعتبار ان الامازيغية لغة وطنية منذ قرون انما المطلوب هو دسترتها كلغة رسمية لتصبح لغة الادارة والتدريس بالطبع الى جانب اللغة الرسمية الاخرى :العربية .مساهمة الحركة الامازيغية في التغيير الديموقراطي تتمثل في نظري في محورين :-المحور الاول :اعادة التوازن للمشهد السيوسيو ثقافي المغربي بإعادة هدم العديد من المسلمات المترسبة في الذهنية التاريخية المغربية .فالحركة قد تساهم في اعادة كتابة وقراءة تاريخ المغرب حفظا للذاكرة الجمعية للمغاربة وتنويرا لهم وبناءا للمستقبل على ارضية استيعاب الذاكرة التاريخية ،فشعب بلا ذاكرة يعيش دائما على هامش الاحداث مستهلكا لا فاعلا. فالحركة الامازيغية بالإظافة الى مطالبتها بالاقرار الدستوري بأمازيغية المغرب تطالب كذلك بدستور ديموقراطي شكلا ومضمونا فاصلا للسلط مقرا لسلطة الشعب وحقه في تقرير مصيره السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي واللغوي ،بينما تكتفي القوى السياسية والجمعوية في الاقصى بالاصلاح الدستوري دون التطرق الى الحقوق الثقافية للشعب المغربي. -المحور الثاني: الحركة الامازيغية اسوة ببعض الجمعيات الحقوقية وخاصة الجمعية المغربية لحقوق الانسان -هذا الاطار المناضل العريق-تتبنى عالمية وكونية حقوق الانسان وترفض الخصوصية المقيتة التي تغتاال الديموقراطية وتغلب النزعات الثقافوية التي ما تقدم من تمسك بها . فالمراجع للمرتكزات الحقوقية للحركة الامازيغية سيجدها في صلب الشرعة الدولية لحقوق الانسان وتطالب بملائمة القوانين المغربية مع المواثيق الدولية لحقوق الانسان ورفع كل التحفظات . وهذه بعض المرتكزات الحقوقية لنضال الحركة الامازيغية :-الاعلان العالمي لحقوق الانسان1948-العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية1966-العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية1966 -الاتفاقيات الدولية الصادرة عن منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم لعام 1960- الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل 1989-الاعلان الخاص بمبادئ التعاون الدولي في المجال الثقافي المتعدد من طرف المؤتمر العام للأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة 1966-اعلان مكسيكو بشأن الثقافة 1982-اتفاقيات منظمة العمل الدولية .....)مساهمة الحركة الثقافية في المحورين لايمكن ان يجدي الا بمساهمتها الاساسية في محور مفقود لحد اليوم وهو محور اطلاق مبادرة حوار مع كافة المناضلين من اجل التغيير الديموقراطي ،حوار يحمي حرية الفكر فلا حوار حقيقي بدون حرية الفكر التي هي صمام الامان امام التطرف والانغلاق ،ومساهمة في التعامل الابستيمولوجي مع الوقائع والاحداث والمواقف وليسا تعاملا ايديولوجيا تبريريا .فلنعمل جميعا حركة امازيغية وفاعليين ديموقراطيين تقدميين في تأصيل الوعي الديموقراطي التقدمي واستئناف ثورة ثقافية ببلدنا سيرا على خطى الذين ضحوا من اجل عزة المواطن والوطن ضد القمع والاجتثات والاستيلاب. فلنتمعن جميعا فيما قاله الدكتور مصطفى حجازي في كتابه القيم :حصار الثقافة بين القنوات الفضائية والدعوة الاصولية ص202:((لابد لولوج المستقبل من اعادة تنظيم المجتمع انطلاقا من المؤسسات المدنية التي نتغنى بها ،ونتفنن في تزيين ادراتنا بهياكلها التنظيمية.الا ان ما نعيشه ونمارسه لازال خاضعا لقوى المؤسسات التقليدية :العصبية العرقية او الدينية او العشائرية .العصبية لازالت تأتي قبل المجتمع وقبل الوطن .....وهو مايبرر تغيير المنظور الثقافي وطروحاته ،وبل يجعله ملحا.))[email protected]باحث امازيغي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.