خلفت أحداث الشغب التي عقبت المباراة التي جمعت فريقي الجيش الملكي والجمعية السلاوية مساء السبت 30 نونبر، برسم الجولة 11 من الدوري المغربي للمحترفين، مجموعة من الإصابات في صفوف رجال الأمن بلغ عددهم حوالي 15 حسب مصادر أمنية، كما أصيب عدد من جماهير الفريقين، إضافة إلى سلسلة من الأحداث التخريبية التي همت بعض الممتلكات مثل الحافلات وواجهات بعض المقاهي بمدينة سلا، وحسب مصادر موثوقة، فقد تم اعتقال العديد من المشتبه فيهم في ارتكاب أعمال الشغب تم التحقيق معهم قبل إخلاء سبيلهم، ثم تقديم 11منهم للقضاء الاثنين لثبوت تورطهم. وفي تفاصيل الأحداث، فإن الجماهير العسكرية قررت الانطلاقة من منطقة حسان بالرباط، للانتقال مشيا على الأقدام إلى ملعب بوبكر عمار بمدينة سلا، حيث تجرى أطوار المباراة، شهود عيان أكدوا أن بعض المحسوبين على الجمهور السلاوي، من بعض الأحياء الصفيحية، اعترضوا مسيرة الجماهير العسكرية، وبدأ بعضهم يرشقهم بالحجارة، في حين أكد آخرون أن الشعارات التي يرفعها الجمهور العسكري كانت مستفزة نوعا ما مما جعل بعض الجماهير المحسوبة على الفريقين تدخل في شجارات لفظية من سب وقذف لم ترقى إلى مستوى العنف المادي أو الضرب بالحجارة، حسب شهود آخرين. صراع ما قبل انطلاق المباراة، تواصل داخل الملعب من خلال تبادل الشتائم، ورفع بعض الشعارات، كما أن رفع لافتات من قبل جماهير الفريقين زادت عملية الشحن، التي تواصلت خارج الملعب، حيث اعترضت بعض جماهير الفريق السلاوي مسيرة عودة جمهور الجيش لكن لم يكن بنفس حدة ما قبل المباراة. أحداث مباراة الجمعية السلاوية والجيش الملكي، والتي انتهت بفوز الأخير بهدفين لهدف واحد، تعد الأولى من نوعها، بل وأثارت استغراب العديد من جمهور الفريقين، خاصة وأن غالبية الجمهور السلاوي حتى من الذين يشجعون الجمعية السلاوية، هم من أكبر المشجعين للفريق العسكري، وغالبا ما يتنقلون إلى مركب الأمير مولاي عبد الله لمساندة الجيش، كما يسجل نفس الأمر بالنسبة للجمهور العسكري الذي كان قد انتقل في أكثر من مناسبة لمساندة الجمعية السلاوية أمام فرق الرجاء أو الوداد البيضاويين، ممن يعني أن العلاقة بين الجمهورين جد طبيعية، وليست كما هو معروف بين جماهير العاصمة وجماهير البيضاء، يذكر أن فئة قليلة تتكون في معظمها من القاصرين ومن بعض "منتحلي صفة مشجع"، ممن يقومون بمثل هذه الأعمال التي تسيء لسمعة المغرب قبل أن تسيء لفريق أو لجمهور دون غيره، وتتبرأ منها دائما الجماهير الحقيقية التي ترحل لتشجيع الفرق بروح رياضية وبعيدا عن خلق صراعات أو أزمات، كرة القدم الوطنية في غنى عنها.