دفعت التطورات الاخيرة في عالم الصحافة المكتوبة والإعلام الالكتروني احدى اقدم الصحف في العالم "لويدز ليست" للاكتفاء بالنسخة الالكترونية والغاء المطبوعة بعد 280 عاما على التأسيس. وشهدت الصحافة الورقية خلال السنوات الأخيرة أزمة حقيقية، أخذت تتفاقم من سنة إلى أخرى في العديد من الدول الغربية المتقدمة نتيجة ثورة الاتصالات والمعلومات وظهور شبكة الإنترنت. وتتمثل الأزمة في عزوف الكثير من القراء عن اقتناء أو مطالعة الصحف الورقية ونشوء جيل جديد لم يعد يتعامل معها وأدى ذلك إلى إقدام "لويدز لست"، وهي واحدة من أعرق الصحف الورقية في العالم، على أن تتحول إلى نسخة إلكترونية فقط، وإيقاف إصدار نسخها المطبوعة بسبب تراجع الطلب عليها. وستتحول الصحيفة بعد نحو 280 عاماً متواصلة من العمل إلى رقمية، أسوة ببعض الصحف الكبرى الأخرى التي اتخذت القرار، حيث كان استطلاع لقراء الصحيفة أجري أخيراً، أظهر أن أقل من 2 بالمئة منهم يعتمدون حصرياً على النسخة المطبوعة للوصول إلى محتويات الصحيفة. ويقدر باحثون عدد قراء الصحف الورقية في العالم حالياً نحو 1.7 مليار شخص. وفي مقابل ذلك فهناك نحو 2.5 مليار من البشر يتعاملون مع الإنترنت وصحافته الإلكترونية التي تكتسب مزيداً من القراء بمضي الزمن. وتعتبر "لويدز لست" التي تأسست عام 1734 على شكل إشعار كان ينشر على جدار مقهى في لندن على نطاق واسع، بأنها مصدر رائد لأخبار وتحليلات سوق الشحن العالمي. وعزت إدارة الصحيفة قرارها إلى تراجع الاهتمام بالنسخة المطبوعة. وقال المحرر ريتشارد ميد إن "الأغلبية الساحقة من قراء الصحيفة يفضلون النسخة الرقمية على الورقية، والنهج الرقمي يوفر عائدات جديدة، وفرصاً للإبداع، وخدمة فورية تقدم تغطيات إخبارية متعمقة ومعلومات عن كل نواحي الشحن، وكذلك معلومات غير مسبوقة عن السوق وغنى بالبيانات يمكن ملاءمته مع احتياجات القراء". وكانت مجموعة كبيرة من الصحف ذائعة الصيت قد لجأت إلى تقليص أرقام توزيعها وإلغاء آلاف الوظائف وتسريح عدد كبير من العاملين فيها، بينها صحف واسعة الانتشار مثل "شيكاغو تربيون"، و"بوسطن غلوب" و"لوس أنجلوس تايمز" وحتى المجلة الأوسع انتشاراً في العالم وهي مجلة "تايم" الأميركية الشهيرة طالتها التغييرات ايضاً.