اختتم الأستاذ عبد السلام ملول، المفتش التربوي بنيابة أكادير إداوتنان، يوم الاثنين الماضي، سلسلة من اللقاءات التربوية التطبيقية؛ حول "الأقسام المشتركة ورهان تكوين دليل بيداغوجي يهم تدريس بعض المواد"، وقدم خلال هذه اللقاءات مجموعة من الأساتذة بوحدات مدرسية تابعة للمجموعات المدرسية، بمنطقته التربوية بجماعتي التامري وإمسوان، دروسا تطبيقية في الأقسام المشتركة للمستويين الثالث والرابع؛ كنموذج تجريبي أولي في أفق تعميمه، وذلك بحضور مجموعة من الأساتذة التابعين للمجموعات المدرسية والمدرسين للأقسام المعنية. وتم خلال هذه اللقاءات الشهرية، التي امتدت على مدى هذا الموسم الدراسي، تقديم مجموعة من الدروس؛ التي همت دروس اللغة الفرنسية في مكوني التواصل والقراءة، للمستويين الثالث والرابع مشترك من التعليم الابتدائي، على أن يتبع كل درسين مقدمين من أحد الأساتذة، بنقاش وإبداء ملاحظات مستفيضة، حول الدرسين، من طرف الأساتذة بتوجيه وإشراف من المفتش التربوي عبد السلام ملول. وجدير بالذكر، أن بناء عدة الاشتغال وتحضير الدروس المقدمة؛ جاءت وفق مقاربة تشاركية همت عملا جماعيا، على مستوى كل مجموعة مدرسية، بقيام كل الاساتذة مدرسي المستويين الثالث والرابع بالمؤسسة بإنجاز جذاذات مشتركة نموذجية للمستويين، لوحدة معينة من الوحدات المقررة وفق أسس متفق عليها بين الجميع؛ والتي تم تقسيمها على الإثني عشرة مؤسسة التي يشرف عليها بالجماعتين. وسيتم بالموازاة مع نهاية هذه اللقاءات، العمل على تنقيح هذه التحاضير المشتركة، وفق مقاربة تروم الخروج بدليل بيداغوجي موحد لتدريس المواد؛ التي تم العمل عليها، والعمل على توزيعه مجانا بمختلف المؤسسات بالنيابة؛ لتخفيف ضغط التحاضير عن أساتذة القسم المشترك، أخذا بعين الاعتبار ديداكتيك القسم المشترك، والمزامنة المتناسقة والتوزيع المتوازن، وتدبير العلاقات بين كل من المتمدرسين والمدرسين. وحاول المتدخلون في هذه اللقاءات، من أساتذة مشاركين،الإجابة على مجموعة من الأسئلة المتعلقة بطرق العمل بالأقسام المشتركة، وإستراتيجية التدريس بها، ومحاولة لتنظيم عمليات التعليم والتعلم وسط الظروف الفعلية والواقعية، بحضور التلاميذ؛ بكيفية تمكن كل مستوى من تحقيق أهداف تعلمه، وفق الأسس والأهداف المرجوة، وذلك عبر استعمال أساليب جديدة وفعالة، وتقنيات تربوية هادفة وإجراءات قابلة للتطبيق بسهولة. وهدفت هذه اللقاءات إلى ملامسة ظاهرة القسم المشترك على أرض الواقع؛ انطلاقا من دروس فعلية وواقعية وتكسير حاجز الصمت حول تدريس القسم المشترك، عبر نقاشات أساتذة غيورين على الرقي بمنظومة التربية والتعليم ببلدنا، واقتراح مجموعة من التدابير من طرف أساتذة فاعلين أساسيين في المنظومة التربوية، والمعنيين الأوليين بالتدريس بالأقسام المتعددة المستويات بوعي تام برسالتهم التربوية والإنسانية السامية. ويعتبر القسم المشترك أو متعدد المستويات، كمجموعة غير متجانسة من التلاميذ، يؤطرها مدرس واحد في زمكان واحد، ظاهرة عالمية، عبر مختلف بلدان العالم ولو بصورة متفاوتة في جودتها وظروف عملها، هدفها تقريب المدرسة من روادها لتعميم التمدرس ودمقرطته؛ لكنه ظاهرة تربوية مركبة ومعقدة، تطرح صعوبات ومشاكل منهجية إن على مستوى التناول النظري أو الممارسة الميدانية، ولا يمكن التقليل من تأثيرها أو تجاوزها، إلا بتحليل الظاهرة وتفكيك مكوناتها في إطار مقاربة نسقية وتصور شمولي تتقاطع فيه أبعاد متعددة اجتماعية وثقافية، وأخرى سيكولوجية وبيداغوجية وديداكتيكية..