توفي الحاج حما نوحي اليوم عن سن يناهز 75 سنة و كان الفقيد من الأطر الأوائل الذين انخرطوا في سلك التعليم من أبناء أقا حيث بدأ مشواره التعليمي سنة 1951 بمدينة كلميم ثم انتقل للتدريس بمدرسة القلعة بأقا إلى أن تم نقله انتقالا تعسفيا سنة 1969 للتدريس بمدينة طرفاية بسبب مواقفه النظالية ضد الظلم حيث كان مراسلا لجريدة العلم بأقا منذ سنة 1962 فكانت المقالات التي ينشرها بجريدة العلم بسبب الظلم و الإستغلال و الإستعباد الذي يعاني منه ساكنة أقا حيث كان ملادا و عونا للمظلومين و المقهورين لتحرير الشكايات و المقالات الصحفية. و سنة 1970 رجع إلى بلدته للتدريس بمدشر أم العلق، إلا أنه سرعان ما أبعدته الإدارة مرة أخرى انتقالا تعسفيا إلى مدشر أيت وابلي لإبعاده عن مركز أقا. و ناضل عدة سنوات حتى عاد للتدريس بمدشر أم العلق إلى أن انتقل ليشتغل بنيابة التعليم بمدينة تزنيت بعد أن تعرض مدشر أم العلق إلى هجوم المرتزقة البوليزاريو سنة 1980 وتم نهب منزله كسائر منازل هذا المدشر. و في سنة 1982 عين مندوبا إقليميا لإدارة التعاون الوطني بطاطا. و بقي بها إلى أن أحيل على التقاعد. و خلال هذا المشوار المهني ظل الفقيد وفيا لحزب الإستقلال و مبادئه حيث بدأ مشواره السياسي مراسلا لجريدة العلم ثم كاتبا لفرع الحزب بأقا ثم منسقا إقليميا للحزب بإقليم طاطا و عضو للمجلس الوطني و اللجنة المركزية، كما انتخب لثلاث ولايات بجماعة أقا و ترشح في الإنتخابات البرلمانية سنة 1984 وانتزع منه هذا المقعد بسبب التزوير السافر الذي عرفته انتخابات هذه السنة بإقليم طاطا. و ابتداءا من سنة 1997 تفرغ المرحوم للفلاحة و الزراعة بمدشر أم العلق إلى أن حاله المرض عن مزاولة أشغاله الفلاحية. و خلال هذا العمر الطويل صارع خلاله المرحوم الظلم و القهر دفاعا عن ساكنة أقا خصوصا و طاطا عموما بقلمه و بمواقفه الجريئة إلى أن أسلم روحه يوم الثلاثاء 25/03/2014 سائلين له الرحمة و المغفرة و لأهله الصبر و السلوان. و إن لله و إن إليه راجعون