اختتمت الدورة التاسعة عشرة من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بأكادير، التي اتخذت شعارا لها "نحو ترسيخ للمثاقفة والحوار المسرحي"، بفوز مسرحية " فير-وس" لمحترف المدرسة العليا للأساتذة من جامعة مولاي إسماعيل بمكناس بالجائزة الكبرى للمهرجان. وتحكي هذه المسرحية٬ بشكل درامي وفي قالب فني متميز٬ قصة عائلة تنخرط في متاهة التمدن القائم على المظاهر، فتنخرط الأم في حب جارف يعصف باستقرار عائلتها٬ ويزعزع أركان العلاقة التقليدية القائمة بينها وبين زوجها؛ لتتبدد صورة الأم بين أبنائها وينكشف المستور وتتحلل العلاقات الأسرية٬ إلى حد أنها تسير في اتجاه محاولة ارتكاب جريمة قتل في حق الأم انتقاما لشرف العائلة. فيما عادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة التي تكونت من الأستاذ حميد اتباتو أستاذ بالكلية متعددة الاختصاصات بورزازات، والفنانة والسكرتيرة الأولى لسفارة فنزويلا بالمغرب أوما أماندا داغنينو، والمخرج الألماني هوت شنايدر لمسرحية " العصا فالرويدة " من كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير؛ نظرا لعرضها القوي وطرحها المعاصر لموضوع الأمل وسط عالم القيود في واقع يحد من التفكير، والمسرحية تميزت حسب العديد من الشهادات بجودة العرض أداء وإخراجا. وعادت جائزة الكويغرافيا، لفرقة "اقتلوا الأطفال" من أداء طلبة الأكاديمية المسرحية صوفيا امندولا بايطاليا؛ في عرض مسرحي يعالج قضية العنف ضد الأطفال مرتكزا على قصص من الواقع، وجائزة السينوغرافيا لمسرحية "أنا الرئيس" لنادي فضاء درعه للابداع المسرحي والفني من أداء طلبة الكلية متعددة الاختصاصات بورززات، وجائزة الإخراج المسرحي لمسرحية "الديكتاتور" لطلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدار البيضاء. ومنحت لجنة التحكيم، جائزة الاستحقاق لأحسن تشخيص نسائي، لدور أميرة؛ والذي جسدته هالة سرور من فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية بمصر، عن دورها المتميز المفعم بالطاقة في مسرحية " حكاية شرقية "، في حين منحت جائزة الاستحقاق لأحسن تشخيص رجالي، لفيصل قابول بمسرحية "الطبيب" لكلية العلوم الاقتصادية والقانونية والاجتماعية جامعة القاضي عياض بمراكش؛ بدوره كطبيب استطاع أن ينجح في جعل سكان القرية يعتقدون أنهم مرضى؛ ليؤثر عليهم ويستبد بسلطة علاجهم. فيما نوهت اللجنة، بأداء وجودة جميع عروض الفرق المشاركة شاكرة اللجنة المنظمة وإدارة المهرجان على جل المجهودات المبذولة لإنجاح المهرجان. وشهد الحفل تكريم الذي التئم وصاله بمدينة أكادير، الفنانين عبد الصمد مفتاح، ومنال الصديقي؛ تقديرا لمساهماتهما القيمة والمتميزة في تنشيط الفعل المسرحي والمجال الفني المغربي، ومسارهما المتميز على امتداد سنوات من العطاء،كما تم الاحتفاء بالأستاذ احمد صابر عميد كلية لآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير؛ باعتبار الدورة أخر دورة يديرها لاقتراب انقضاء فترة اعتماده. وتميز حفل الاختتام بتقديم وصلات موسيقية وكوريغرافيا متميزة قدمها كل من الفنان المغربي حكيم٬ والفنانة والسكرتيرة الأولى لسفارة فنزويلا بالمغرب أوما أماندا داغنينو، بالإضافة إلى تسلم الفنان المغربي ياسين احجام تذكار الدورة التاسعة عشرة للمهرجان، مع رفع برقية ولاء وإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله . من جهته، قال رئيس المهرجان ورئيس جامعة ابن زهر، الدكتور عمر حلي، في كلمته في حفل الاختتام الذي شهده فندق الأمويين بأكادير،" أن الدورة 19 تشكل عشرين سنة من العمل؛ الذي ابتدأ بفكرة بسيطة تهم فتح المجال للشباب للإبداع وتبادل الأفكار، مستخلصا أن الدورة 19 كانت ناجحة بكل المقاييس بفضل جهود منظميها ومستوى العروض المسرحية ومناقشاتها ولجنة التحكيم ومكوناتها والورشات ومؤطريها والمستفيدين منها، مجددا تشبت الجامعة ودعمها للمهرجان، منوها في حديثه بطلبة الإجازة المهنية في التنشيط الثقافي والمسرحي وطلبة الإجازة المهنية في التحرير الصحفي لدورهما في تنسيق وتنظيم أعمال الدورة. في كلمته أبرز، أحمد صابر، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، قناعة اللجنة المنظمة للمهرجان المكونة من الأساتذة؛ محمد جلال أعراب، حسن حمائز، مبارك أزارا، عبد اللطيف الحلوي، عبد الرحمان بلعياشي، بأهمية فترة المهرجان التي تجمع طلبة الجامعة والمهتمين بلحظات؛ والذين يسهرون على أن تكون ملؤها التعبير الفني من آفاق وطنية ودولية، والاستمتاع بما يجري فوق خشبة المسرح، وكواليسها و فضاءات التكوين الموازي للمهرجان. ومما ساهم في إنجاح دورة هذه السنة، حسب الأستاذ محمد جلال أعراب المدير الفني للمهرجان، ما ترتب عن المهرجان من خلق فضاء للتواصل بين طلبة الجامعات المختلفة المشاركة، ومتابعة قوية من جمهور مدينة أكادير بمختلف فئاته؛ الطلبة والأساتذة والمهرجانيين والعموم، وبمختلف مبادرات التواصل بين مختلف الفاعلين في ميدان المسرح الجامعي، والتي ستساهم في تفعيل تبادل التجارب المسرحية بين مختلف الجامعات، إضافة إلى دور وسائل الإعلام، التي ساهمت في إبراز هذا الحدث المسرحي بمدينة أكادير. وكانت أكادير، عاشت من 19 إلى 22 مارس الجاري، فعاليات الدورة 19 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، المنظم من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر بأكادير، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، وبتعاون مع عدد من الفاعلين الخواص والشركاء المؤسساتيين مثل الجماعة الحضرية لأكادير وجهة سوس ماسة درعة وجمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية، بقاعة العروض بفندق الأمويين، بمشاركة دولية متمثلة في المغرب البلد المنظم وفرقا تنتمي إلى جامعات ومعاهد التعليم العالي من روسيا وإيطاليا ومصر و تونس؛ قدمت خلالها مجموعة من العروض المسرحية، فضلا عن تنظيم تكوين حول المسرح لفائدة الطلبة الجامعيين بجامعة ابن زهر من تأطير المخرج الألماني هوت شنايدر والفنان الاسباني انطونيو روخانو، وتكريم 3 شخصيات فنية مغربي، بالإضافة إلى معرض مواز للأقنعة المسرحية يشرف عليه الفنان محمد ملومي. .