وقع الأمير مولاي رشيد هذا الأسبوع في صحيفة "لوماتان" الفرنسية، هو أول مقال صحافي باسمه. يتزامن دوري الحسن الثاني للكولف لهذا العام، مع الاحتفال بالذكرى المئوية للغولف في المغرب. فمنذ افتتاح "رويال كونتري كلوب" بطنجة في عام 1914 ، والكولف الملكي بدار السلام ، وتنظيم الدورة الأولى لجائزة الحسن الثاني للغولف في عام 1971، وحتى يومنا هذا ، إلا والمسار يشق طريقه نحو النجاح. فقد شهدت رياضة الغولف المغربية تطورا ملحوظا، حيث انتقل عدد ملاعب الغولف من 6 ملاعب في عام 1991 الى 35 ملعبا اليوم، وستليها العديد من المشاريع الأخرى مستقبلا. فالعرض "الغولفي" يرغب في أن يلبي النمو المتسارع لسياحة الغولف إن الأمر يتعلق هنا بدعم الامكانيات السياحية في المغرب، حيث يلعب الغولف دورا هاما، وذلك في سياق الرؤية الاستراتيجية لعام 2020 ، والتي قدمت في عام 2010 في مؤتمر للسياحة بمدينة الصخيرات وعلى هذا النحو، فقد انضمت أسماء كبيرة في عالم الغولف من قبيل روبرت ترينت جونز، غاري بلاير، و جاك نيكلوس الى العديد من مشاريع ومنتجعات الغولف. وفي الآن، هناك مجهود كبير للرقي برياضة الغولف، حيث فتحت نوادي المملكة مدارس لتكوين الشباب، خاصة في الوسط المدرسي، وطبعا فالنتائج لن يتأخر جنيها في المقبل من الأيام، سواء على صعيد المغرب المغاربي، العربي ، أو حتى على الصعيد الأوروبي ، فلدينا لاعبون متميزون في أدائهم، وخير دليل على ذلك اللاعبة مها حديوي، كأول لاعبة عربية تنضم للدوري الأوروبي للسيدات . فدوري الحسن الثاني للغولف، الذي احتفل العام الماضي بالذكرى السنوية 40، سيحتفل في دورة هذه السنة بالنسخة 20 لكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، حيث سيشكل بدون شك أداة ترويجية التي تجمع سنويا أعرق أسماء الغولف العالمية، التي تأتي لاكتشاف المغرب وإمكاناته السياحية الاستثنائية . وفي هذا الاطار نذكر كوكبة من النجوم أمثال ديفيد تومز ، إرني إلس، بادريج هارينغتون، ومارسيل سيم و ماتيو ماناسيرو. في عام 2000، قرر صاحب الجلالة الملك محمد السادس تأسيس جمعية دوري الحسن الثاني للغولف، وأسند إلي شرف رئاستها، وهي الجمعية التي سمحت لدوري الحسن الثاني لبلوغ مستوى الاحتراف، الذي يتوافق مع فلسفة المشاريع السياحية الجديدة في مغرب القرن الواحد والعشرين، بما في ذلك لعبة الغولف التي تشكل أحد الأعمدة الأساسية في هذا التوجه. وتعزز هذا الاحتراف بانضمام دوري الكأس الحسن الثاني للغولف إلى حظيرة الدوريات الأوروبي، لكنه حافظ على مزاياه الهوياتية الخاصة، بما في ذلك الكرم وحسن الضيافة. فالملاعب التي تجرى فيها منافسات دوري الحسن الثاني للغولف يعد ميزة إضافية: فسواء تعلق الأمر بالغولف الملكي بدار السلام، الذي اعتبر منذ فترة طويلة من أكبر عشرة ملاعب الغولف في العالم، أو سواء ملعب الغولف بالقصر الملكي بأكادير، الذي يستضيف منافسات كأس الحسن الثاني منذ عام 2011 ، والذي أغرى العديد من أفضل اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوربية فطموح دوري الحسن الثاني هو الرغبة في أن يكون الحدث الرياضي الأكثر جدبا لكبار الأسماء العالمية في هذه الرياضة، سواء على الصعيد العالمي أو بالنسبة للاعبين المغاربة الذين يشكلون نخبة الرياضة الوطنية اليوم و غدا، كما يريد أيضا أن يكون فضاءا للتفكير والنقاش، و تبادل الآراء بين الفاعلين الرئيسيين في لعبة غولف، و خبراء السياحة الوطنية والدولية في مختلف المواضيع، بما في ذلك تلك المتعلقة بفرص تعزيز بلادنا كوجهة سياحة للغولف . و من هذا المنطلق أود أن أرحب بالمشاركين في" الأيام المهنية للسياحة " التي ستنظم في أكادير خلال فعاليات دوري كأس الحسن الثاني، حول موضوع الغولف، كما أدعوهم للاحتفال بالذكرى المئوية لهذا الدوري، والتمتع بهذا المسار المتميز، مع الطموح لتحسين عرضنا في رياضة الغولف من أجل تنمية مستدامة لبلادنا.