هاجمت ليلة أول أمس الخميس عصابة مكونة من خمسة أشخاص متقاعدا من ديار المهجر يقطن بدوار "إدرق" بجماة أكلو بإقليم تيزنيت، وذلك بعدما هم بإدخال سيارته الخاصة إلى مرآب المنزل، حيث فوجئ بالعصابة وهي تهاجمه بالأسلحة البيضاء، ليدخل معها في عراك بالأيدي قبل أن تتمكن العصابة من فرض السيطرة عليه، وترويع زوجته وامرأة أخرى كانت برفقتها لحظة وقوع الاعتداء. وأفادت مصادر مطلعة، أن العصابة المجهولة الهوية، حاصرت رب المنزل "م.ب"، قبل أن تُروع زوجته وطفلا صغيرا وامرأة أخرى كانت برفقتها، وهددتهما بتصفية الطفل في حال ما إذا لم تُسلِّمهم ما بحوزتها من الذهب والأموال، وهو ما تأتى لهم لحظات بعد اقتحامهم للمنزل، وأضافت المصادر أن الجناة عمدوا إلى سرقة سيارة الضحية، واتجهوا صوب الشاطئ بسرعة جنونية، مُخلفين وراءهم سيارة أخرى بإحدى الزوايا النائية بالمنطقة يُعتقد أنها مسروقة، وهي الآن محجوزة لدى سرية الدرك الملكي بعد اكتشافها من قبل شباب المنطقة. وقد أصيب رب المنزل في الحادث، بكدمات وجروح على مستوى الوجه والصدر، وجروح على مستوى اليدين، ما استدعى نقله إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي لحظات بعد استنجاد زوجته بالجيران، ونظرا لخطورة الإصابة التي أصيب بها من جراء الاعتداء وتأخر تشغيل جهاز السكانير الذي توصل به المستشفى الإقليمي قبل أشهر بتيزنيت، قررت الهيئة الطبية نقله إلى مستشفى أكادير بهدف إجراء مزد من الفحوص الطبية. كما أدى الحادث إلى استنفار في صفوف أجهزة الدرك الملكي والسلطات المحلية بكل من قيادة أولاد جرار ودائرة تيزنيت، استمعت خلاله عناصر الدرك لرواية الضحية وزوجته، كما عاينت آثار الدماء المتناثرة بمرآب المعتدى عليه، وقررت إحضار عناصر من الشرطة العلمية، بهدف تعميق البحث وأخذ عينات من البصمات بمكان الحادث، فيما تجمهر عدد كبير من ساكنة المنطقة أمام منزل الضحية، ومن المنتظر أن تعرف القضية تطورات أخرى في غضون الساعات المقبلة، خاصة بعد تنامي عمليات الاعتداء بإقليم تيزنيت، وتفكيك عصابات إجرامية متخصصة في السرقة والنشل. وفي سياق متصل بالعمليات الإجرامية التي طالت ساكنة جماعة "أكلو" في الآونة الأخيرة، تعرض كساب يقطن غير بعيد عن التجمع السكاني بدوار "تدوارت" لسرقة 100 رأس من الأغنام التي يملكها، بعد أن حملها مجهولون لمسافة تقدر بنحو ثلاث كيلومترات، على متن وسيلة نقل مجهولة، وحسب المعلومات المتوفرة للجريدة، لم يستبعد سكان المنطقة أن يكون المتورطون في هذه السرقة الجديدة، ذات علاقة مع بعض الرعاة الرحل الذين خبروا المنطقة، وأصبحوا يعرفون الشاذة والفاذة عن الزرائب المنتشرة خارج التجمعات السكنية، بل منهم من يعرف أصحابها، كما رجحوا أن يكون المتورطون في السرقة شبابا يتمتعون بقوة بدنية مقدرة. وتأتي هذه العمليات بعد أيام من توقيف عناصر الشرطة القضائية بتيزنيت خمسة أشخاص متهمين بتشكيل عصابة إجرامية متخصصة في سرقة ما بداخل السيارات المتوقفة بمختلف شوارع المدينة، فضلا عن سرقة المواشي في الدواوير المتواجدة بالجماعات المحيطة، وذلك بعد أيام من فتح مصالح الأمن بتيزنيت تحقيقاتها الميدانية بخصوص الحالات المسجلة. واستنادا إلى المعطيات المتوفرة، فإن العصابة التي روعت أرباب السيارات المركونة بالشوارع، تستعين بدورها بخدمات قاصر في الرابعة عشرة من العمر، معروف باستهلاكه المستمر لمادة اللصاق المخدرة، المعروفة ب"السيلسيون"، والذي يكتفي بمراقبة أماكن تنفيذ عمليات السرقة، وتنبيه زملاءه الكبار بواسطة "الصفير" بأي تحرك قد يؤدي إلى فضح عملياتهم، كما تعمد العصابة إلى تزويد صاحب إحدى المحلات التجارية بالمسروقات مقابل عمولات معينة. وأفادت ذات المصادر، أن عناصر الشرطة ضبطت لدى المتهمين محجوزات عديدة، من قبيل الهواتف النقالة، وآلات التسجيل الخاصة بالسيارات، فيما بلغت عمليات السرقة التي تتهم العصابة بالتورط فيها حوالي 20 سرقة، بينها 18 سرقة للمنازل الخاصة، وعمليتين خاصتين بسرقة المواشي بكل من جماعتي "وجان" و"الركادة أولاد جرار"، كما وجهت للمجموعة الإجرامية تهم عديدة تتعلق أساسا بتعدد السرقات الموصوفة واستعمال مود مخدرة، مع هتك عرض قاصر.