"أعباد الله راه مخليتوش لينا فين نتمشاو".. عبارة تلفظ بها شيخ مسن بامتعاض عميق وهو يحاول العبور إلى المسجد لأداء الصلاة ، فالعشرات من "الفراشة" ينتشرون على جنبات المدخل الرئيسي لحي ايت تاووكت ، واعتبر متضررون أن السلطات المحلية اختارت بدورها التخلي عن واجبها وممارسة حياد سلبي تجاه الفراشة ، وكان من تجليات ذلك، أن حولت الفوضى العارمة المدخل الرئيسي لحي ايت تاووكت إلى سوق عشوائي مفتوح لعرض مختلف السلع والبضائع، وما يصاحب ذلك من مصادمات لا تنتهي بين الباعة ومستعملي الطريق، فيما يضطر سكان مجاورون لهذا السوق العشوائي إلى تحمل، عن مضض، حركة صخب وضوضاء يومية تتخللها شجارات وكلام نابي وروائح مخلفات الباعة من الأزبال التي تتراكم على مقربة من شرفات أو أبواب منازلهم، ما يتسبب في إزعاج راحتهم بشكل مستمر، حيث تعود أصحاب عشرات العربات عرض بضاعاتهم من الخضر والفواكه دون الاكتراث بشل حركة المرور، بينما يفرض "الفراشة" بمحاذاتهم قانونهم الخاص في غياب دور واضح للسلطات المعنية عبر تكديس سلعهم وعرضها للبيع في تحد تام لكل الضوابط ، وفي جو لا يخلو من مشاحنات بينهم وبين عدد من المارة الذين لا يستسيغ بعضهم المعاكسات التي غالبا ما تصدر عن متحلقين حول هذه العربات تجاه بناتهم أو زوجاتهم، أو متسللين داخل الزحام بدافع التحرش أو السرقة. منظر عربات الباعة المتجولين المجرورة والفراشات العشوائية يصبح تدريجيا مألوفا على طول المدخل الرئيسي للحي المذكور ، كما يمكن للمرء أن يصادف كل ما يحتاجه من خضر وفواكه، وألبسة خاصة بالنساء والأطفال، والأواني المنزلية، البلاستيكية أو الفخارية، في ظل استباحة الملك العمومي وتساهل السلطات مع هؤلاء الباعة الذين يختفي بينهم أصحاب سوابق ومبحوث عنهم، علما أن أغلبهم قدموا من خارج ايت تاووكت وغض الطرف عنهم لا يكون إلا مقابل منطق "ادهن السير يسير" كما يعلم الجميع. ولم تجد شكايات المتضررين الآذان الصاغية.