افتتحت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير الموسم الجامعي 2013/2014 على وقع المواجهة، إذ أرخى استقبال الكلية لوزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي المنتمي لحزب العدالة والتنمية الحاكم لإلقاء الدرس الجامعي الافتتاحي مساء يوم أمس الاثنين 7 أكتوبر 2013 بضلاله على الساحة الطلابية بفصائلها المتباينة الخلفيات والإيديولوجيات. الدرس الافتتاحي الذي كان حول موضوع "الإعلام وتحديات الهوية في ظل الثورة التكنولوجية" شكل أهمية مزدوجة، من جهة في ضل الحديث الراهن والملح عن إشكالية الهوية وتحديات الحفاظ عليها في مواجهة العولمة الإعلامية والاستلاب الثقافي بالنسبة لكافة الطلبة ومن جهة ثانية لما يمثله هذا الموضوع من قيمة أكاديمية بالنسبة لكلية تعتمد تكوينيين أساسيين في ميدان الإعلام؛ إجازة مهنية في التحرير الصحفي و ماستر متخصص في مهن وتطبيقات الإعلام هو الوحيد في مجاله في الجامعات العمومية كافة. السيد الوزير استهل الدرس الافتتاحي بطرح تساؤل هام ومحوري وهو ما السبيل للصمود كحضارة ضاربة في التاريخ وكهوية موَحَّدة وموَحِّدة ؟ واستفاض في رصد العناصر المميزة للهوية المغربية والمتمثلة أساسا في كونها هوية ضامنة للتعددية وللوحدة وللانفتاح وللسيادة. وأكد بأن ما ميز المغرب في مسيرة ترسيخه لهويته المتفردة كونه عالج قضايا الهوية بحوار هادئ ورزين ولم ينزلق قط إلى التعصب والإقصاء، وأشار مصطفى الخلفي بهذا الصدد إلى أن دسترة الهوية المغربية بمختلف روافدها إنما جاءت كتدوين لواقع قائم يمتح من معين التعايش الذي يسم الأمة المغربية ويرقى بحضارتها. وفي معرض حديثه عن غنى مكونات المجتمع المغربي، شدد وزير الاتصال على أن الأمازيغية كانت ولا تزال مكونا مشتركا بين جميع فئات المجتمع وبأن التعاضد والتضامن كانتا السمتين الطاغيتين بين مقومات الهوية المغربية عموما ومقوميها العربي والأمازيغي على وجه الخصوص. الدرس الافتتاحي الذي ابتدأ قويا وواعدا سرعان ما سيعرف توقفا واضطرابا بفعل محاولة فصيل طلبة اليسار الراديكالي نسف اللقاء عبر رفع شعارات رافضة لوجود المسئول الحكومي بالحرم الجامعي ودفعه للانسحاب، غير أن تشبث هذا الأخير بالاستمرار ومؤازرة الغالبية العظمى للطلبة الحاضرين له، جعلت الوزير في موقف قوي وشجعته على إكمال الدرس الافتتاحي إلى آخره. وبين شعار "ارحل" الذي رفعته أقلية من الطلبة الرافضين ومطلب "أكمل" الذي صدحت به حناجر المئات من الحاضرين والمهتمين من الطلبة والأساتذة والإعلاميين الجهويين، ضاعت فرصة سانحة للحديث عن مواضيع هامة وقضايا شائكة تهم المشهد الإعلامي الوطني والجهوي والمحلي، ودفعت بالعديد من الحاضرين للتفكير بجدية في إيجاد حلول لمأزق غياب الحوار في الوسط النضالي الطلابي ولفاجعة اندثار قيم نبيلة كقيم تدبير الاختلاف والقبول بالآخر، وضع ما أحوجنا فيه لفتح مسلك جامعي تعطى فيه للطلبة دروس في الديمقراطية وتمارين في التسامح يكون التسجيل فيه متاحا للجميع. للإشارة فإن الدرس الافتتاحي حول "الإعلام وتحديات الهوية في ظل الثورة التكنولوجية"، عرف حضور رئيس جامعة ابن زهر الدكتور عمر حلي وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير الدكتور أحمد صابر وعمداء ومدراء المؤسسات الجامعية التابعة لجامعة ابن زهر وثلة من الأساتذة الجامعيين والصحفيين الوطنيين والجهويين، وشهد على هامش فعالياته، إطلاق البوابة الرسمية لماستر مهن وتطبيقات الإعلام التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير www.oupramedias-maroc.com من طرف وزير الاتصال مصطفى الخلفي بمعية رئيس الجامعة والفريق البيداغوجي للماستر. محمد بوحسوس [email protected] طالب باحث بماستر مهن وتطبيقات الإعلام