تكبدت الأسواق المالية الخليجية خسائر قياسية هي الأكبر منذ خمس سنوات، وسط حالة ذعر اجتاحت الأسواق العالمية نتيجة التصعيد المتبادل في الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدة والصين، وتدهور أسعار النفط والسلع الأساسية. فقد المؤشر العام للسوق الكويتية الأول 5.7% عند الإغلاق، وسجل مؤشر بورصة قطر تراجعًا بأكثر من 4%، بينما هبطت سوق مسقط بنسبة 2.6%، وسجلت البحرين خسائر قاربت 1%. كما واصلت السوق السعودية انخفاضها لليوم الثاني على التوالي، مع تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة فاقت 6% لحظة الافتتاح، وسط موجة بيع جماعية شملت كافة الأسهم القيادية، أبرزها «الراجحي» و«أرامكو» و«سابك» و«الاتصالات السعودية». وتزامنت هذه الخسائر مع انهيار حاد في مؤشرات وول ستريت، حيث أنهى مؤشر «إس آند بي 500» الأميركي آخر جلساته متراجعًا بنحو 6%، فيما تجاوزت خسائر مؤشر «ناسداك 100» حاجز 20% منذ منتصف فبراير، متأثرًا بالرد الصيني القوي على قرار واشنطن فرض رسوم جمركية جديدة شاملة على المنتجات الصينية. وامتدت تداعيات الهبوط لتطال سوق الطاقة، إذ هوى خام غرب تكساس الوسيط بنحو 14% في يومين، مستقراً قرب مستوى 61 دولاراً للبرميل، في حين تراجع خام برنت إلى أدنى مستوياته منذ عام 2021. كما سجلت أسعار النحاس والغاز الطبيعي تراجعات حادة، وسط مخاوف متصاعدة من تباطؤ الطلب العالمي. ويرى مراقبون أن هذه التطورات تؤشر إلى مرحلة جديدة من التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، مما يزيد الضغوط على الأسواق الناشئة، خصوصًا في منطقة الخليج التي ترتبط اقتصادياتها ارتباطًا وثيقًا بأسعار الطاقة والاستقرار المالي العالمي. وأعاد هذا الانهيار إلى الأذهان مشاهد الذعر المالي التي عرفتها الأسواق خلال بداية جائحة كورونا، ما يعزز المخاوف من دخول الأسواق موجة تصحيح عميقة إذا استمرت التوترات الجيوسياسية والتجارية الراهنة دون انفراج.