ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال العنيف الذي هز ميانمار وتايلاند، اليوم الجمعة، إلى أكثر من 150 قتيلًا، مع مئات المصابين وعشرات المفقودين الذين ما زالوا تحت الأنقاض، وسط توقعات بارتفاع العدد مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ. وضرب الزلزال، الذي بلغت شدته 7.7 درجات على مقياس ريختر، شمال غرب مدينة ساجاينغ في ميانمار، متسببًا في دمار واسع شمل انهيار مبانٍ وجسور وتضرر طرقات. ولم تقتصر تداعياته على ميانمار، بل امتدت إلى العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث انهار برج سكني من 30 طابقًا كان قيد الإنشاء، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين العمال. في خطاب متلفز، أعلن قائد المجلس العسكري في ميانمار أن عدد القتلى بلغ 144 شخصًا، فيما أصيب أكثر من 700 آخرين، مشيرًا إلى أن العدد مرشح للارتفاع. كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات، مؤكدًا فتح جميع الطرق أمام الإغاثة الإنسانية. وفي ظل الأوضاع الهشة التي تعيشها ميانمار بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات، باتت جهود الاستجابة للكارثة صعبة، خاصة مع تضرر البنية التحتية والنظام الصحي. وأمام حجم الدمار، أعلنت السلطات حالة الطوارئ في ست مناطق تعد الأكثر تضررًا، بينما وصفت منظمة الصحة العالمية الزلزال بأنه "تهديد كبير للحياة والصحة". وفي تايلاند، أكدت السلطات مقتل ثلاثة عمال على الأقل في موقع انهيار البرج السكني، مع استمرار البحث عن عشرات المفقودين الذين يُعتقد أنهم محاصرون تحت الأنقاض. وخلال زيارتها لموقع الحادث، شددت رئيسة الوزراء على ضرورة إجراء عمليات فحص سلامة لجميع المباني في بانكوك، تزامنًا مع إعلان حالة الطوارئ في المدينة وتعليق بعض خدمات النقل العام. وتشهد ميانمار زلازل قوية بشكل متكرر، حيث سجلت البلاد ستة زلازل بقوة تفوق 7 درجات منذ عام 1930، خاصة قرب صدع ساجاينغ الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب في وسط البلاد. ومع استمرار الهزات الارتدادية، تبقى المخاوف قائمة بشأن مزيد من الخسائر البشرية والمادية.