أودى زلزال قوي بحياة أكثر من 20 شخصا في بورما وتايلاند الجمعة، إذ تسبب بانهيار أبنية وجسور فيما علق أكثر من 80 عاملا تحت أنقاض ناطحة سحاب قيد الإنشاء في بانكوك. ضرب الزلزال البالغة قوته 7,7 درجات شمال غرب مدينة ساغاينغ وسط بورما بعد ظهر الجمعة على عمق سطحي. وبعد دقائق، ضربت هز ة ارتدادية بقوة 6,4 درجات المنطقة ذاتها. دفع الدمار الناجم عن الزلزال المجلس العسكري الحاكم في بورما الذي خسر مناطق واسعة لصالح جماعات مسلحة إلى إصدار نداء نادر من نوعه للحصول على مساعدات إنسانية دولية، فيما أعلنت الطوارئ في ست مناطق في البلاد. وقال طبيب طلب عدم الكشف عن هويته إنه تم تأكيد مقتل "حوالى 20 شخصا" في مستشفى في نايبيداو. وعبر الحدود في تايلاند، تأكد مقتل ثلاثة أشخاص جراء انهيار ناطحة سحاب، فيما يعتقد أن 81 مفقودا ما زالوا عالقين تحت ركام المبنى قيد الإنشاء. ويبدو أن بورما كانت الأكثر تضررا جراء الزلزال إذ تدفق مئات الضحايا إلى مستشفى في العاصمة نايبيداو. وانهار مدخل قسم الطوارئ فوق سيارة بينما عالج المسعفون المصابين في الخارج. وحاول مسؤول في المستشفى إبعاد الصحافيين قائلا "هذه منطقة تضم عددا كبيرا من الضحايا". وقال طبيب لفرانس برس "لم أر شيئا مماثلا من قبل. نحاول التعامل مع الوضع. أشعر بإرهاق شديد". ورأى مراسلو فرانس برس قائد المجلس مين أونغ هلاينغ لدى وصوله إلى المستشفى الرئيسي في نايبيداو حيث تجري معالجة المصابين. وقال الناطق باسم المجلس العسكري زاو مين تون لفرانس برس في المستشفى "نريد من المجتمع الدولي أن يقد م مساعدات إنسانية في أقرب وقت ممكن". وتزيد المناشدة النادرة من نوعها الصادرة عن المجلس العسكري الاحتمالات بأن الأضرار وحصيلة الضحايا قد تكون كبيرة، علما أن المنظومة الصحية في بورما والبنى التحتية في وضع صعب بعد أربع سنوات على اندلاع الحرب الأهلية. وفي تايلاند، أفاد نائب رئيسة الوزراء فومتام ويشاياتشاي الصحافيين عن مقتل ثلاثة عمال على الأقل بينما علق 81 غيرهم تحت الأنقاض بعد انهيار مبنى قيد الإنشاء قرب سوق تشاتوشاك. وأفاد مصور لدى فرانس برس بأن عناصر الإنقاذ يتفقدون أكوام الركام بحثا عن طريقة آمنة يمكنهم من خلالها البحث عن ناجين. وقال وورابات سوختاي، نائب قائد شرطة منطقة بانغ سو، لفرانس برس "عندما وصلت لتفقد الموقع، سمعت أشخاصا يستنجدون". وأضاف "نقدر أن مئات الأشخاص مصابين بجروح لكن ما زالنا نعمل على تحديد عدد الضحايا". وفي بانكوك وشيانغ ماي، الوجهة السياحية الشهيرة حيث انقطعت الطاقة لمدة قصيرة، سارع السكان الذين بدوا في حالة صدمة إلى الخارج إذ بدا عليهم الإرباك بشأن طريقة التعامل مع هذا الحدث الغريب على البلاد. وقال ساي (76 عاما) الذي كان يعمل داخل متجر للتسوق في شيانغ ماي عندما بدأت الهزة "سارعت للخروج من المتجر مع عدد من الزبائن… إنها أقوى هزة أشعر بها في حياتي". دفع الزلزال رئيسة الوزراء التايلاندية بايثونغتارن شيناواترا إلى إعلان حالة الطوارئ في بانكوك حيث علقت بعض خدمات المترو والقطارات الخفيفة. لكن المطارات بقيت تعمل بشكل طبيعي. وامتلأت سيارات العاصمة بأشخاص حاولوا العودة إلى منازلهم سيرا على الأقدام أو لجأوا إلى مداخل مراكز التسوق والأبنية التي تضم مكاتب. وأفادت سلطات المدينة بأن الحدائق ستبقى مفتوحة خلال الليل لإيواء الأشخاص غير القادرين على تمضية الليلة في منازلهم. وشعرت دول في أنحاء المنطقة بالهزة بينها الصين وكمبوديا وبنغلادش والهند. وعرضت كل من الهند وفرنسا والاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات. وأظهر بث حي ل"بكين نيوز" عشرات عناصر الطوارئ ببزات برتقالية وخوذ يقفون خلف حاجز في شارع انهارت فيه الحجارة في مدينة رويلي عند الحدود بين الصين وبورما. وأظهر تسجيل مصور انتشر على "دوين"، النسخة الصينية لتيك توك، وتمكنت فرانس برس من تحديد موقعه، سيلا من المياه والركام من على سطح مبنى مرتفع في رويلي فيما هرب السكان عبر سوق في الأسفل. تشهد بورما هزات أرضية عادة إذ ضربت ستة زلازل بلغت قوتها سبع درجات أو أكثر بين العامين 1930 و1956 قرب صدع ساغينغ الذي يمر في وسط البلاد ويمتد من الشمال إلى الجنوب، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وفي 2016 أسفر زلزال بقوة 6,8 درجات ضرب العاصمة القديمة باغان في وسط بورما، عن مقتل ثلاثة أشخاص وأدى إلى انهيار أبراج وجدران معبد في الوجهة السياحية.