اختتمت في مدينة الداخلة، أيام 25 و26 و27 يناير 2025، الندوة الفكرية والثقافية التي نظمتها رابطة كاتبات المغرب ورابطة كاتبات إفريقيا، تحت شعار "الامتداد جنوب-جنوب: رهان المغرب الاستراتيجي"، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجهة الداخلة وادي الذهب، وبمشاركة غانا كضيف شرف. وقد ناقشت الندوة، التي حظيت بمشاركة واسعة من خبراء ومفكرين، أبعاد الشراكة المغربية الإفريقية في ظل التحولات الدولية المتسارعة. وجاءت الندوة لتؤكد على الأهمية الاستراتيجية للتوجه نحو إفريقيا، ليس كخيار عابر، بل كضرورة جيوسياسية واقتصادية وثقافية في عالم يعيش تحولات عميقة. وأشار المشاركون إلى أن الشراكة المغربية الإفريقية، التي تقوم على مبدأ "رابح-رابح" الذي دعا إليه الملك محمد السادس، تشكل نموذجاً للتعاون العابر للحدود، يعزز التضامن بين الدول الإفريقية ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة. وتمحورت نقاشات الندوة حول خمسة محاور رئيسية، شملت الفكر الوحدوي المغربي الإفريقي كما تجلى في الوثائق الملكية، ودور جهة الداخلة وادي الذهب كجسر للتبادل الثقافي بين المغرب وإفريقيا، بالإضافة إلى موضوع إفريقيا كمهد للإنسانية وأرض للتمازج العرقي. كما ناقشت الندوة سبل تعزيز الشراكة المغربية الإفريقية في إطار مقاربة تشاركية تعود بالنفع على جميع الأطراف. وأكد المشاركون على أن السؤال الثقافي يلعب دوراً محورياً في تنزيل الحاجيات التنموية للمجتمعات الإفريقية، داعين إلى جعل الثقافة رافعة للاقتصاديات المحلية وعاملاً لتعزيز التضامن بين الدول الإفريقية. كما تمت الإشادة بالدور الدبلوماسي للمغرب في تعزيز الوحدة الإفريقية، حيث نوه المشاركون بخطوة غانا الأخيرة في سحب اعترافها ب"جبهة البوليساريو"، مما يعكس التزاماً بالقضايا العادلة ودعماً لسياسة المغرب في المنطقة. وفي ختام الندوة، دعا المشاركون إلى تعزيز التعاون في كافة المجالات، بما في ذلك فتح الممرات البحرية والجوية والبرية، لتسهيل التبادل التجاري والثقافي بين الدول الإفريقية. كما تم التأكيد على أهمية الاستقرار والأمن كشرطين أساسيين لتحقيق التنمية، مع الدعوة إلى حل النزاعات الإقليمية عبر الحوار والتواصل، بعيداً عن النزعات الذاتية الضيقة. وخلصت الندوة إلى أن التجربة المغربية في تعزيز الشراكة الإفريقية تشكل نموذجاً يُحتذى به، يمكن أن يسهم في تحقيق التكامل الإفريقي والنهوض بالقارة ككل، في مواجهة التحديات الدولية الراهنة.