أكد الملك محمد السادس إيمان المغرب بقدرة إفريقيا على رفع التحديات التي تواجهها والنهوض بالتنمية البشرية والمستدامة لشعوبها، لما تتوفر عليه من موارد طبيعية، ومن كفاءات بشرية هائلة. وقال الملك، في رسالة وجهها للمشاركين في منتدى كرانس مونتانا، الذي افتتح صباح اليوم الجمعة، بمدينة الداخلة بمشاركة شخصيات سامية تمثل أزيد من 150 بلدا، وتلاها رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، ينجى الخطاط إن تحقيق النهضة الإفريقية المنشودة، “يبقى رهينا بمدى ثقتنا في نفسنا، وبالاعتماد على مؤهلاتنا وقدراتنا الذاتية، واستغلالها على أحسن وجه، في إطار تعاون جنوب جنوب مربح، وشراكة استراتيجية وتضامنية بين دول الجنوب”. وأكد الملك في رسالته ثقة المملكة في كسب هذه الرهانات كون “إفريقيا اليوم، يحكمها جيل جديد من القادة البراغماتيين، المتحررين من العقد الإيديولوجية، التي عفا عنها الزمن. هؤلاء القادة الذين يعملون، بكل غيرة وطنية ومسؤولية عالية، من أجل استقرار بلدانهم، وضمان انفتاحها السياسي، وتنميتها الاقتصادية، وتقدمها الاجتماعي”، مشددا على عزم المغرب العمل سويا مع هؤلاء القادة من أجل تعزيز دور القارة المتزايد، والمكانة الهامة التي أصبحت تحظى بها في العلاقات الدولية”. واعتبر الملك أن “التعاون جنوب جنوب الذي يستند إلى ثقافة التقاسم والتضامن، هو الآلية التي تمكن بلداننا من تبادل مباشر وفوري لخبراتنا، وتطوير متجانس لتجاربنا الميدانية، واستغلال أمثل لتكاملاتنا، وتوسيع أسواقنا الوطنية، وفتح فرص لاستثمار ناجع ومفيد، وتحقيق تنمية بشرية فعالة، في إطار السيادة الوطنية والاحترام المتبادل، على قدم المساواة بيننا”. وذكر الملك في رسالته للملتقى ب”قمة العمل الإفريقية” التي عقدت على هامش مؤتمر (كوب 22) بمراكش في نوفمبر الماضي، والتي خصصت لمواجهة إشكالات التحديات المناخية التي تواجه إفريقيا، ومن أجل بلوغ تنمية مستدامة تحمي مواردها الطبيعية. وتطرق العاهل المغربي في هذه الرسالة إلى النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، والمشاريع التي أطلقت، من بنيات تحتية، ومؤسسات منتخبة، ومن مرافق اجتماعية وثقافية، والارتقاء بها إلى أقطاب اقتصادية مندمجة، تشكل فضاء للتواصل الإنساني، ومحورا للمبادلات الاقتصادية مع الدول الإفريقية.