عبر مجموعة من الفلاحين عن مخاوفهم من الدخول في موسم فلاحي كارثي، بسبب تأخر التساقطات المطرية من جهة، واستمرار موجة الجفاف التي أدت إلى تراجع حقينة السدود والمياه الجوفية والفرشة المائية إلى مستويات غير مسبوقة، من جهة ثانية. وأفاد هؤلاء بأن تأخر التساقطات المطرية في عدد من مناطق المملكة، ومن بينها سوس ماسة، إلى حدود شهر يناير الجاري، يهدد مختلف الزراعات وكلأ الماشية. وعلاقة بالوضعية الحالية للقطاع الفلاحي، أكد ذات الفلاحين أن تأخر التساقطات المطرية وتراجع حقينة السدود والفرشة المائية ستكون له انعكاسات سلبية على الموسم الفلاحي بصفة عامة، خصوصا لدى الفلاحين المتوسطين والصغار الذين لا يتوفرون على الإمكانيات اللازمة لتطوير نشاطهم الزراعي والفلاحي. وسجل هؤلاء أن الغياب الطويل للأمطار يشكل مصدر قلق كبير لفلاحي المناطق البورية، التي تعتمد على الزراعة المطرية، وهي المناطق التي تعاني اليوم من تأخر كبير في عمليات الإنتاج الفلاحي (الحرث والتسميد وغيرها). وأجمع ذات الفلاحين على أنه حتى مع هطول الأمطار بغزارة في الأسابيع القادمة، فإنها لن تكون كافية لتعويض هذا التأخير، مشيرين في المقابل إلى أن التساقطات المحتملة قد تتمكن من ترطيب الطبقات السطحية للتربة فقط، لتظل الطبقات العميقة التي تغذي جذور المحاصيل جافة، ما يهدد نمو المزروعات بشكل خطير. وتسلط هذه الوضعية الضوء على استمرار ضعف القطاع الفلاحي في المغرب، رغم أهميته الإستراتيجية للاقتصاد الوطني، إذ يظل عرضة للصدمات المناخية، باعتبار أن نقص الأمطار والحرارة أو البرودة بشكل متكرر يزيدان من المخاطر التي تهدد المحاصيل الزراعية وتجعل مصيرها غامضا.