أحدث افتتاح آخر مقطع من الطريق السريع تزنيت-الداخلة، في 10 يناير الجاري، تحولًا جذريًا في تجربة المسافرين، حيث أعرب المستخدمون عن ارتياحهم الكبير لهذه البنية التحتية التي حسّنت التنقل بشكل ملحوظ. فقد أصبح الطريق أكثر أمانًا، وأسرع بكثير، ما جعل منه ركيزة أساسية لدعم الحركة الاقتصادية والسياحية في المنطقة. بالنسبة لسائقي الشاحنات الثقيلة الذين يعتمدون على هذا المحور بانتظام، فقد شكّل المشروع تغييرًا حقيقيًا. إذ كان التنقل بين تارودانتوالعيون يستغرق 12 ساعة، لكنه تقلص الآن إلى 9 ساعات فقط، ما يخفف من عناء السفر ويزيد من كفاءة النقل. أما السياح، فقد أبدوا إعجابهم بجودة الطريق الجديدة وما توفره من راحة. وأكد زوجان فرنسيان، خلال رحلتهما الثانية إلى المغرب، أن الطريق بين تزنيتوالعيون تتميز بجمالها، وإشاراتها الواضحة، ومستوى الأمان العالي، ما يجعل السفر أكثر متعة وسلاسة. وإلى جانب تحسين تجربة التنقل، يحمل المشروع انعكاسات اقتصادية وتنموية مهمة. فبحسب محمد سالم الأخيل، الكاتب العام لشبكة "الوحدة" للسلامة الطرقية في الصحراء، فإن الطريق السريع لا يقتصر على تسهيل الحركة، بل يتضمن أيضًا محطات استراحة وبنى تحتية حديثة، ما يسهم في تنمية أقاليم الجنوب وتعزيز جودة الحياة لسكانها. وتأتي هذه الإنجازات ضمن مشروع ضخم يمتد على 1,055 كيلومترًا، بتكلفة إجمالية تبلغ 10 مليارات درهم. ويتوزع على ثلاثة محاور رئيسية: العيون-الداخلة (500 كلم، 1 مليار درهم)، العيون-كلميم (436 كلم، 5 مليارات درهم)، ومؤخرًا مقطع تزنيت-كلميم (114 كلم)، الذي بات مفتوحًا أمام حركة المرور. ويشكل هذا الاستثمار جزءًا من النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015، بهدف تعزيز البنية التحتية ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.