زاد انخفاض درجات الحرارة في معظم مناطق المملكة إلى من تعقيد وضعية القطاع الفلاحي الذي يواجه تحديات أخرى ترتبط بتوالي سنوات الجفاف وشح التساقطات المطرية. ويرى خبراء زراعيون أن انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، وإن كان يشكل جزءا من الدورة الطبيعية لبعض النباتات، إلا أنه يمثل، في ظل قلة الأمطار، تحديا حقيقيا لمجموعة واسعة من المزروعات. وأفاد هؤلاء بأن تزامن عاملي "الإجهاد الحراري" و "الإجهاد المائي" يؤدي إلى تأثيرات سلبية على معظم المحاصيل الزراعية في المغرب، إذ أن انخفاض الرطوبة في الجو والبرودة يؤثران بشكل كبير على نمو النباتات وإنتاجيتها، خصوصا في المناطق التي تعاني من جفاف التربة. وأضاف هؤلاء أن البرد في الصباح، الذي يصل أحيانا إلى درجة الصقيع، يزيد من التأثير السلبي على النباتات في ظل قلة الأمطار، حيث تصبح الأرض جافة، لافتين إلى أن النباتات التي تتعرض لري منتظم تواجه البرودة بشكل أفضل من تلك التي تعاني من الجفاف، مما يؤكد أهمية توفير المياه للحد من تأثير الصقيع والبرد. وفي سياق متصل، أكد ذات الخبراء أن هذه الظروف الجوية تؤدي إلى ضعف مناعة النباتات أمام الأمراض والآفات، مما يزيد من تعرض المحاصيل للتلف على المدى الطويل، منبهين إلى أن تزامن الإجهاد المائي وانخفاض درجات الحرارة يزيد من حدة "الإجهاد الفيزيولوجي". وخلص هؤلاء إلى أن موجات الصقيع والبرد قد تكون أقل تأثيرا إذا تحسنت ظروف الرطوبة في التربة والنباتات، محذرين من أن استمرار الظروف الحالية سيؤدي إلى ضعف عام في الإنتاج الزراعي، ذلك أن موجات الصقيع المتتالية تؤدي إلى تضرر النباتات حتى بعد تحسن الظروف المائية، مما يجعل المحاصيل معرضة للخطر خلال فترة الإنتاج.