يُحاكم الشهر المقبل مؤثر جزائري يبلغ من العمر 25 عامًا، يُعرف على وسائل التواصل الاجتماعي باسم "زازو يوسف"، بتهمة التحريض العلني على ارتكاب أعمال إرهابية عبر منصة تيك توك، وفق ما أعلن المدعون العامون الفرنسيون، السبت 4 يناير2024. وأكدت المدعية العامة كامي ميانسوني أن المتهم، يوسف أ.، محتجز احتياطيًا منذ الجمعة في مدينة بريست غرب فرنسا، وسيعرض على المحكمة في 24 فبراير. التهم الموجهة ليوسف تتعلق بفيديو نُشر في 31 دجنبر 2024 يدعو إلى شن هجمات وأعمال عنف على الأراضي الفرنسية. الفيديو، الذي أثار موجة من الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي، أدى إلى مناخ من القلق العام، بحسب بيان المدعية العامة. كما أفادت أن الفيديو تم الإبلاغ عنه أولًا عبر منصة حكومية لرصد المحتوى غير القانوني، قبل أن تبدأ الشرطة التحقيق في الأول من يناير. يوسف أقر خلال التحقيق بأنه صاحب الفيديوهات، مشيرًا إلى أنها كانت موجهة إلى معارضي النظام الجزائري، غير أن الفيديوهات التي نشر بعضها منذ أكتوبر 2024، تضمنت محتوى يحث على العنف، مما دفع السلطات القضائية إلى اعتبارها تحريضًا إرهابيًا. في حال إدانته، يواجه يوسف عقوبة تصل إلى سبع سنوات سجناً وغرامة قدرها 100 ألف يورو. وصرّح آلان اسبيناس، مدير الشرطة في منطقة فينيستير، أن المتهم يعيش في فرنسا بإقامة مؤقتة، وكان قد استأنف حكمًا سابقًا بتهمة التخريب على خلفية مشاركته في أعمال شغب عام 2023. كما أشارت إدارة تيك توك إلى أن الحساب الذي نُشرت عليه الفيديوهات تم حظره لانتهاكه قواعد المنصة المتعلقة بالكراهية. وفي سياق متصل، ألقت الشرطة مساء الجمعة 3 يناير 2024، القبض على مؤثر جزائري آخر يُدعى عماد تانتان، 31 عامًا، في جنوب شرق فرنسا. يُتهم تانتان بنشر مقطع فيديو يدعو فيه إلى الحرق والقتل والاغتصاب على الأراضي الفرنسية، وتم تصنيف الواقعة كتحريض مباشر على الإرهاب. وأكدت السلطات تمديد احتجازه لدى الشرطة للتحقيق. وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، شدد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي على ضرورة محاسبة "زازو يوسف" أمام القضاء، مؤكدًا أن "لا تساهل في مثل هذه الأمور". الحادثة أثارت جدلًا واسعًا حول دور منصات التواصل الاجتماعي في نشر المحتوى المثير للعنف، وطرحت تساؤلات حول إجراءات المراقبة والإبلاغ عن المحتويات المحرضة.