تجددت معاناة ساكنة المناطق الجبلية مع موجة البرد القارس التي تجتاح العديد من مناطق المملكة في الفترة الأخيرة، وهو ما أعاد إلى الواجهة أزمة حطب التدفئة. وفي ظل غلاء أسعار المواد الأساسية، ارتفعت أيضا أثمنة الحطب المستخدم للتدفئة في المساكن والمؤسسات التعليمية بالمناطق الجبلية والنائية، وهو ما يعمق معاناة الساكنة وينعكس سلبا على التحصيل الدراسي للتلاميذ. وتعكس مشكلة ارتفاع أسعار حطب التدفئة في عدد من أقاليم المملكة الظروف الاقتصادية والطبيعية الصعبة التي تعيشها الفئات الهشة، في ظل الطقس البارد الذي تتميز به هذه الأقاليم وضعف التساقطات المطرية أو غيابها في بعض الأحيان. ومع اقتراب دخول فصل الشتاء، يزداد الطلب على الحطب بشكل كبير، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار خاصة إذا كان العرض محدودا، وهو ما يفاقم معاناة الأسر ذات الدخل المحدود. ومن جهتهم، يجد تلاميذ المناطق الجبلية صعوبات كثيرة في العملية التدريسية أثناء فصل الشتاء بسبب قلة حطب التدفئة في الوحدات التعليمية، مما ينعكس بالسلب على مردودهم المدرسي بالمقارنة مع أقرانهم في بقية مناطق المملكة. ويشتبه عدد من سكان المناطق الجبلية في وجود تلاعب من قبل بعض التجار الذين يخزنون كميات كبيرة من الحطب في الفصول الأخرى بهدف بيعها بأسعار أعلى في فصل الشتاء، في حين أن هذه المعضلة تفاقم معاناة الأسر الفقيرة، التي تجد نفسها مجبرة على تخصيص جزء كبير من دخلها المحدود لتغطية تكاليف التدفئة. وأمام هذا الوضع، تطالب ساكنة هذه المناطق السلطات المحلية والمركزية بالعمل على توفير دعم للأسر الفقيرة لاقتناء حطب التدفئة، خاصة في المناطق الجبلية الباردة، واتخاذ خطوات ملموسة لمنع تحول هذه الأزمة إلى كارثة اجتماعية. وإلى جانب ذلك، تطالب الساكنة الجهات الوصية بالتدخل السريع للتخفيف من معاناتها، خاصة في ظل الزيادة العامة في تكاليف المعيشة والجفاف الذي يضرب جل أقاليم المملكة.