تلاحق الانتقادات دراسة الجدوى التي انطلقت لإنشاء خطي باصواي جديدين يربطان مدينة أكادير بإنزكان، أيت ملول، الدشيرة، والدراركة. وتسعى هذه الدراسة إلى وضع رؤية شاملة للبنية التحتية المطلوبة، بما في ذلك المحطات، المسارات، والتجهيزات التقنية، كما يرتبط المشروع بالتوجه نحو اعتماد حلول النقل المستدامة والصديقة للبيئة. وأثار الإعلان عن هذه الدراسة الكثير من التساؤلات حول سر تغييب خطوط "الترام واي" عن المنطقة التي يتجاوز عدد سكانها مليون ونصف مليون نسمة، فضلا عن تفوقها سياحيا من حيث عدد الزوار سواء المغاربة أو الأجانب. في هذا السياق، اعتبر عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن مرور اثنتي عشرة سنة تقريبا على بدء استخدام "الترامواي" بالدار البيضاءوالرباط دون تعميم التجربة على مدن أخرى، مثل أكادير، يسائل توفير العدالة في مجال النقل بالنسبة لساكنة هذه المدينة، التي تشهد نهضة تنموية كبرى. ولفت هؤلاء إلى أن عاصمة الانبعاث تشكو مشاكل جمة في السير والجولان، الأمر الذي يشككون في أن تفلح وسائل النقل العمومية كالباصواي في حله، وهو ما يجعل مطلب برمجة "الترامواي" ملحا، خاصة أن المدينة مقبلة على استضافة تظاهرات كبرى مستقبلا. وشدد هؤلاء على أن الحلول التي يتم نهجها لتخفيف مشاكل النقل الحضري بهذه المدينة، من قبيل الباصواي لن تكون ناجعة مقارنة ب"الترامواي" الذي أظهر فعاليته في القضاء على أزمة النقل العمومي، من خلال تجربته في الرباط والدار البيضاء. ويأتي هذا في الوقت الذي يتشبث فيه مسؤولو المدينة بمشروع الحافلات عالية الجودة "أملواي" للقضاء على معضلة النقل بعاصمة سوس ماسة وتسهيل التنقل بين أكادير وضواحيها، باعتبار أنه سيخفف الضغط على وسائل النقل التقليدية، مع تقليل الازدحام المروري من خلال توفير وسيلة نقل جماعية حديثة ومستدامة، وتحسين البنية التحتية للنقل بما يعزز النشاط الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.