نبه مجلس المنافسة إلى فوضى سوق الأعلاف المركبة للدواجن وهيمنة عدد قليل من الشركات الكبرى عليها، مما خلق بيئة تنافسية غير متكافئة، وهدد بتقليص الخيارات المتاحة للمستهلكين. ورصد مجلس المنافسة في الرأي الصادر عنه حول وضعية المنافسة في سوق الأعلاف المركبة في المغرب، سيطرة مجموعة من الشركات على معظم الإنتاج، مبرزا أن هذا الأمر يقلل من المنافسة ويمنح الشركات الكبرى القدرة على التحكم في الأسعار، مما قد يؤدي إلى زيادة التكاليف على المستهلكين. ولفت دركي المنافسة إلى أنه رغم وجود تشريعات قوية لتنظيم هذا القطاع، إلا أن تطبيق هذه القوانين يواجه تحديات تتعلق بالامتثال من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي قد تجد صعوبة في تلبية متطلبات الجودة والسلامة. تقلب الأسعار يؤثر على استقرار السوق أوضح مجلس المنافسة أن اعتماد قطاع الأعلاف، خصوصا الأعلاف الموجهة إلى الدواجن، بشكل كبير على استيراد المواد الأولية مثل الذرة والصوجا، يضع السوق تحت تأثير التقلبات في الأسعار العالمية، ويرفع تكلفة الإنتاج، ويؤثر على استقرار السوق. وأفاد المجلس بأن الأعلاف المركبة تعد من المكونات الأساسية في تغذية الحيوانات، خاصة في قطاع الدواجن، حيث شهدت السوق نموا ملحوظا بين 2015 و2023، مبرزا أن هذا النمو يعود إلى الطلب المتزايد على قطاع تربية الدواجن والمواشي، الذي يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني ويخلق العديد من فرص الشغل في هذا القطاع. وسجل المجلس أن تطور سوق الأعلاف المركبة لم يخل من التحديات، حيث سجل ارتفاعا في تكاليف المواد الأولية اللازمة لإنتاج الأعلاف مثل الذرة والصوجا، مما انعكس بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج وأثر على أسعار البيع. ومن جهة أخرى، أكد المجلس في رأيه أن فرض معايير صحية جديدة، وفقا للقانون رقم 28.07 المتعلق بالسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، شكل تحديا بالنسبة للعديد من الشركات التي تجد صعوبة في الامتثال لهذه المتطلبات، مشيرا إلى أن الإطار القانوني الذي ينظم صناعة الأعلاف بالمغرب يفيد بأن الأنشطة المتعلقة بالتصنيع، من استيراد المواد الأولية إلى توزيع المنتجات النهائية، تخضع لرقابة صارمة من قبل السلطات المعنية.