يبدو أن المجلس المسير لمدينة أكادير، بلغ من الحكمة والحكامة، ما يجعله مجلسا متميزا عن باقي المدن المغربية. وتواجد السيد رئيس الحكومة، على رأس هذا المجلس، يجعلنا نفهم أكثر هذا التدبير الغارق في الحكامة، والمتمكن من الحكمة. فأكادير هي المدينة الكبرى الوحيدة، التي يقطن رئيس مجلسها الجماعي، في مدينة تبعد عنها بأكثر من 400 كلم. وربما هذا هو سبب قرارات الحكامة المتميزة التي سنتحدث عنها في الفقرات التالية. بعد الضجة الكبرى التي خلفها إقصاء شباب الأحياء الشعبية، والأحياء الهامشية من الاستفادة من المسابح الجماعية. وبعد الامتعاض الذي عبرت عنه جمعيات المجتمع المدني، بإقصائها من ولوج هذه المسابح التي تم تشييدها من المال العام. ها هي الحكامة المتميزة التي حدثتكم عنها، تتفتق في عبقرية مجلس، نحتاج لانبعاث الفيلسوف سقراط من قبره، لكي يفسر لنا ما يقع في مدينة الانبعاث. أليس هو القائل "أعلم أني لا أعلم شيئا". يتهيأ المجلس المسير لمدينة أكادير، لإطلاق حملة تحت شعار "الاستشارة المواطنة". والمقصود منها، فتح منصة إلكترونية، للسماح لجميع ساكنة المدينة، بإعطاء اقتراحاتهم، حول الأسماء التي سيطلقها على ثلاثة مسابح نصف أولمبية. الأثمان الخيالية التي أعلنت عنها الشركة التي ستستفيد من بيض "تتبيرت"، دون أي استثمار، جعلت أغلب شباب المدينة مقصيين من ولوج مسابح مدينتهم. لكن الحكامة المتميزة التي ينهجها المجلس الجماعي، جعلته يفتح المجال لمواطنين ممنوعين من ولوج المسابح، بإعطائهم الحق في إبداء رأيهم حول تسمية هذه المسابح. لا حق لك في ولوج المسابح الجماعية، ولك الحق في إبداء اقتراحك حول تسمية هذه المسابح. قد نفهم جميع أنواع الحكامة التي تشتغل وفق أحكامها المجالس الجماعية، لكن هذه الحكامة التي يشتغل بها مجلس أكادير، خاضعة لمنطق "فهم تسطا ولا تسطا باش تفهم". إذا لم يكن هذا التصرف هو الضحك على الذقون، فما هو الضحك على الذقون إذا؟ نصيحة حكيمة، أوجهها لمجلس جماعتنا، الغنية بسكانها، بدل إهدار طاقتكم وطاقة مجلسكم في "الاستشارة المواطنة"، يمكنكم اختصار الطريق وإطلاق هذه التسميات على المسابح الثلاث: -مسبح خاص بأولاد إليغ وسيتي سويس – مسبح ممنوع على أولاد الأحياء الشعبية والأحياء الهامشية وأخيرا تسمية: "لي ما عندو فلوس ما عندو مسبح". على الأقل هذه التسميات منسجمة تمام الانسجام، مع تدبير المجلس الجماعي لهذه المرافق العمومية. كما أنها ستجعل ساكنة المدينة، تشعر بنوع من الانسجام مع ما يحصل في مدينتها. فهنيئا لمدينة أكادير، بمجلس جماعي، يشتغل بتدبير حكيم، وفعلا ليس له مثيل. سعيد الغماز