رفقة صديقه ووزنياك، سيتمكن ستيف دجوبس من جعل شركة آيبل كومبيوتر، من أكبر الشركات وأكثرها قيمة في البورصة. دجوبس سيصبح مساهما في رأسمال الشركة إلى جانب مساهمين وأثرياء آخرين، فالشركة دخلت البورصة وأصبح يتحكم في قراراتها مجلس الإدارة. لكن طموحه سيزداد وسيدفعه في 1983 إلى إقناع مسؤول كبير في شركة "بيبسي كولا" من الالتحاق بشركته، للاستفادة من تجربته وتحقيق المزيد من التطور والأرباح، بعد موافقة مجلس الإدارة. إلا أنه في 1985 سيظهر خلاف بين الرجلين حول الصلاحيات في المسؤولية وحول بعض القرارات والاختيارات. اشتد الخلاف وتدخل مجلس الإدارة بسحب جميع الصلاحيات التقريرية من مؤسس الشركة دجوبس، وإسنادها لغريمه الذي استقدمه هذا الأخير من شركة بيبسي كولا. بل أكثر من هذا، سيجد دجوبس نفسه منفيا داخل شركته، حين سيكلفه غريمه بخلية التفكير الدولية التي أقامها له في مكتب بعيد عن المقر الرئيسي للشركة. فهم دجوبس أنه قرار لإبعاده عن الشركة، وفي شتنبر 1985 سيغادر آيبل مُحبطا ويكتفي بأسهمه، ويؤسس شركة جديدة اسمها نيكست NEXT. بعد إبعاد دجوبس ستدخل الشركة في دوامة التراجع بسبب الخيارات الغير موفقة، والمنافَسة القوية في السوق، خاصة بعد ظهور برنامج الاستغلال ويندوز 95 لشركة مايكروسوفت، ورقيقة المعالجة بانتيوم لشركة أنتيل. الأمر الذي عمَّق جراح آيبل لتدخل دوامة الخسائر التي بلغت 740 مليون دولار في النصف الثاني من 1996. هذه الخسائر دفعت مجلس الإدارة إلى مطالبة دجوبس بالعودة إليها. عاد دجوبس لشركته الأولى وأخذ زمام إدارتها من جديد. أبدع دجوبس منتوجات جديدة ستلقى إقبالا كبيرا في السوق وساهمت في خلق انطلاقة جديدة لآيبل. فبعد منتوج الآيباد، سيبتكر دجوبس مفهوم "متجر داخل المتجر" بتخصيص مساحة خاصة لمنتوجات الشركة داخل المحلات التجارية الكبرى، كما أنه سيشرع في فتح محلات تجارية تابعة مباشرة للشركة تحمل علامتها التجارية (تفاحة آيبل) تحت اسم آيبل ستور. لكن المنعرج الأهم للشركة سيكون في 2007 بعد تقديم دجوبس، أيقونة الشركة سمارتفون الذي أطلق عليه اسم آيفون1 وتغيير اسم الشركة من آيبل كومبيوتر ليصبح آيبل مؤكدا بذلك أن الكومبيوتر لم يعد النشاط الوحيد أو الرئيسي للشركة. بعد نجاح هاتف سمارتفون آيفون1 في أمريكا سيتم بيعه في كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا ثم بعد ذلك اليابان. بعد الشروع في تسويق منتوجها الجديد رقيقة آيباد، ستقوم آيبل في يوليوز 2008 بفتح تطبيق آبستور الذي يسمح بتحميل العديد من التطبيقات المجانية وهو ما جعل شعبية هاتفها النقال آيفون1 تفوق كل الحدود. هذه هي القصة المثيرة لهاتف سمارتفون الذي غيَّر سلوكياتنا اليومية، وغيَّر حركاتنا وعلاقة يدينا بجسمنا. فأصبحت مظاهر اليد التي تُسبِّح بالسبابة فوق شاشة الهاتف، منظرا مألوفا في أرجاء العالم. سعيد الغماز