تشهد العديد من الجماعات والأقاليم تنظيم مهرجانات بميزانيات ضخمة خلال الفترة الصيفية، في الوقت الذي تعاني فيه مدنها وقراها من أزمة مياه كبيرة وعطش يثقل كاهل الساكنة. وأثار هذا التناقض الصارخ غضب المواطنين ودفعهم للتساؤل عن أولويات المسؤولين المحليين، خاصة في ظل توالي خروج ساكنة العديد من المناطق للتنديد بالعطش تزامنا مع ندرة الموارد المائية في المملكة. وفي إقليم اشتوكة آيت باها على سبيل المثال، ازداد الغضب الشعبي بسبب استمرار أزمة المياه، في وقت تستمر فيه الجماعة في تنظيم مهرجان "إكودار" بجماعة "إذاوكنيظيف"، والتي تعيش ساكنتها معاناة يومية، بفعل نضوب عدد من العيون والثقوب المائية وتزايد النقص الحاد في الماء الصالح للشرب. وبذلك، باتت أزمة العطش تهدد مئات الأسر من ساكنة دواوير جماعة "إذاوكنيظيف" بإقليم اشتوكة أيت باها، في الوقت الذي يرى فيه مواطنون أن الأولويات يجب أن تكون لحل الأزمات المعيشية، وليس للفعاليات الترفيهية التي لا تُسمن ولا تغني من جوع. واعتبر عدد من الفاعلين المحليين أن إنقاذ الساكنة من العطش أولى بكثير من تنظيم مهرجان لا يساهم في التنمية، مؤكدين أن جماعة "إذاوكنيظيف" بحاجة لإعادة ترتيب أولوياتها، وأنها أصبحت خارج سباق التنمية الذي تعرفه جماعات الإقليم. ولا يختلف الأمر كثيرا في إقليمأزيلال، حيث شهدت دواوير "تيغزى نتيني"، "أمشيح"، و"تيزي نتربعت" احتجاجات خرج خلالها المواطنون حاملين قارورات المياه الفارغة على ظهور الحمير، في محاولة لإيصال رسالتهم لعامل الإقليم، مطالبين بحلول عاجلة لأزمة العطش التي يعانون منها. ويأتي هذا المعطى في ظل تنظيم فعاليات الدورة 13 لمهرجان "فنون الأطلس" بأزيلال، الأسبوع المنصرم، وهو ما أثار غضبا واسعا وجدد المطالب بإيلاء الاهتمام للأزمة المائية التي تئن تحت وطئتها مجموعة من الدواوير. أما في جماعة زكوطة الواقعة في إقليمسيدي قاسم، فقد تم تنظيم النسخة الخامسة والعشرين لمهرجان زكوطة، بينما يواجه سكان دواويرها أزمة عطش حادة منذ دخول فصل الصيف. وفي ظل هذه الأوضاع، تتصاعد النداءات الملحة من الساكنة لمكافحة العطش بدلا من صرف الأموال على فعاليات ترفيهية، وترشيد النفقات بالشكل الذي سيمكن من تشييد مشاريع مائية تنهي معاناة الساكنة مع ندرة المياه.