عبر عدد من المصابين بداء السل داخل مجموعات افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، عن سخطهم وتذمرهم بسبب توقف توصلهم بأدوية هذا المرض التي لا يمكن الحصول عليها إلا في مستشفيات القطاع العمومي لعدم توفرها بالصيدليات. في هذا السياق، استنكر عدد من مرضى السل إغلاق أبواب المستشفيات العمومية في وجوههم بسبب الإضرابات المتتالية وغياب الأطباء الذين يتتبعون حالة المرضى ويقدمون العلاجات، مبرزين أنه في معظم الحالات فإن مستشفيات القرب هي المصدر الوحيد لأدوية داء السل. وعبر هؤلاء عن مخاوفهم من تدهور وضعهم الصحي بعدما تعذر عليهم الحصول على الأدوية من المستشفيات المذكورة بسبب إغلاق جميع مصالحها، مؤكدين أنهم لا يجدون أي جهة للتواصل معها بسبب إضرابات الأطباء والممرضين. ونبه ذات المتحدثين إلى أن صحتهم وصحة باقي المرضى مهددة الآن بسبب الإضرابات التي ستدوم فترة أطول، معبرين عن مخاوفهم من انتقال العدوى إلى أفراد أسرهم، أو عودتهم إلى المراحل الأولى من المرض بسبب الانقطاع عن تناول الأدوية بانتظام. وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف الباحث في النظم والسياسات الصحية، الطيب حمضي، أن "أدوية السل لها أهمية كبيرة جدا"، مؤكدا أن "جرثومة داء السل تتطلب عددا من الأدوية للقضاء عليها، والانضباط في تناولها لمدة طويلة مهم جدا في رحلة العلاج". وأوضح حمضي أن "مرضى السل يتابعون في غالب الحالات 3 إلى 4 أدوية خلال مرحلة العلاج مدمجة في دواء واحد ولمدة طويلة تتراوح ما بين 6 إلى 9 أشهر". ونبه ذات الطبيب إلى "صعوبة القضاء على هذا الداء في غياب احترام المريض لمواعيد تناول الأدوية"، فيما شدد على أن "توقف المصابين عن أخد الأدوية بالشكل الكافي، ويواصل قد يعرّض المريض إلى مخاطر غير مرغوب فيها". وعن المخاطر التي يمكن أن تواجه المريض في حالة انقطاعه عن العلاج قبل الشفاء التام، أورد حمضي أنه "يمكن أن يعود المريض إلى المراحل الأولى من المرض أو حتى إلى حالات أكثر خطورة منها"، فضلا عن أن إيقاف تناول أدوية هذا الداء "يمكن أن يؤدي إلى إعادة إحياء جراثيم داء السل، خاصة الذي يصيب الرئة". ونبه ذات المتحدث إلى أن إيقاف تناول الأدوية الخاصة بداء السل يرفع خطر نقل العدوى إلى محيط المريض وأقاربه موضحا أن "الداء الذي يحمله المريض بداء السل يكون في نفس المرحلة التي يصاب بها المريض الأصلي" وحذر الخبير في النظم والسياسات الصحية من عواقب هذا التوقف عن إمداد المرضى بداء السل بالأدوية اللازمة بالإشارة إلى "إمكانية تفشي هذا الداء المعدي داخل المجتمع وهذا أمر خطير جدا"، وفق تعبيره.