شهدت الأقاليم الجنوبية للمملكة ارتفاعا غير مسبوق في أسعار اللحوم الحمراء، خاصة لحوم الإبل، كونها اللحوم الأكثر استهلاكها في صفوف الساكنة بهذه المناطق من البلاد. ووفقا لما أوردته مصادر مطلعة، فإن هذا الارتفاع في أسعار لحوم الإبل عرف مستهله منذ الأيام التي أعقبت عيد الأضحى المبارك، موازاة مع توقعات المهنيين بأن يستمر الوضع في الأيام المقبلة، مما يهدد بزيادة معاناة المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود. وفي مقابل ذلك، يطالب مهنيو القطاع بتدخل الجهات الحكومية لتنظيم سوق اللحوم الحمراء وضبط الأسعار، كما يلتمسون رفع الدعم الموجه لمربي قطعان الإبل بالأقاليم الجنوبية كإجراء مستعجل لخفض أسعار اللحوم. وكرد منهم على ارتفاع الأسعار، قرر عدد من الجزارين بالعيون ومدن أخرى بجنوب المملكة إغلاق محلاتهم بسبب ما أسموه "الانفلات الشديد والمبالغ فيه في أسعار الإبل"، مؤكدين أن "لحم الإبل تجاوز السعر المتعارف عليه". وسجل ذات المهنيين أن أسباب هذا الارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء يعود لعدة عوامل، أولها أن هذه الأسعار تبقى حرة وغير مقننة، حيث إن العرض والطلب في الأسواق هو الذي يحدد سعر اللحوم، بالإضافة إلى توالي ست سنوات من الجفاف وتداعياتها على غلاء الأعلاف وارتفاع كلفة الإنتاج. وأكد هؤلاء أنهم لا يقوون على مجاراة هذا الارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء في الأيام المقبلة، مطالبين الوزارة الوصية بالتدخل لتجاوز هذا المشكل الذي يضر بالجزارين وكذا المستهلكين في أقرب الآجال.