غالباً ما يتسابق الزملاء الصحفيون عند نهاية كل ندوة إلى أخذ بعض التصريحات للفعاليات المؤطرة للقاء الإعلامي..وهكذا سمعنا تصريحا لمدير مهرجان بوجلود الدولي في دورته الثانية على هامش الندوة الصحفية التي انعقدت قبل أيام يبشرنا فيه بالنجاح الباهر للدورة الأولى كماقال حرفياً ونصّياً.. وهو بهذا التصريح نكون أمام سابقة استثنائية حد وصفها بالمعجزة الخارقة لقواعد ومقاييس مختلف التظاهرات الدولية وبمختلف أنشطتها التي لا تثحدّث عن بوادر نجاحاتها إلا في الدورة 15 أو 20 وأكثر.. فكيف لبجلود جماعة أگادير أن يحقق أهدافه في الدورة الأولى.. اللهم إذا كان معيار النجاح عند السيد المدير ومن ولاه هو ازدحام في شوارع المدينة ففي الأمر ما يعدو إلى القلق على هذا الموروث الثقافي الأمازيغي الذي بدأت ملامح تعرّضه إلى الفكلرة والتحنيط.. وقد يكون موقفي هذا حجز بطاقة الإنتماء إلى "الشردمة" حسب تصنيف موثق لكاتب المجلس الجماعي لأكادير على هامش نفس الندوة الصحفية.. ورغم تداول هذا التصريح الوقح بكل المقاييس والمستهجن لدى الجميع لم يتجرّأ صاحبه أو جماعته الإعتذار لمن يخالفهم الرأي والأمر.. وعليه أدعو صاحب الوقاحة أن يتأمل الآية الكريمة التي تناسب وضعكم في هذه الجماعة قال تعالى : ( إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وإنّهم لنا لغائظون وإنّا لجميع حاذرون) هذه الآية تختزل المزاج العام لكاتب المجلس وجماعته الزرقاء.. بين تحقير الخصم والإستهزاء منه من حيث العدد وبين الخوف من تأثيره والحذر منه.. بل غائظون منه.. هي الحالة العامّة لهذه الأغلبية الفرعونية في جماعة أكادير والسنوات تمرّ دون أيّ إنجاز فعليّ وحقيقي يبصم تجربتهم الجماعية درجة انهم خارج زمن الورش الملكي بالمدينة.. هذا الورش الذي تراجع الحديث عنه بشكل ملفت خلال هذه الأشهر الأخير ونحن على مشارف نهايته.. من هنا نجد هذا التضرع ببركة بوجلود والتمسك بشعيراته حد تنزيه عن كل إنتقاذ أو معارضة لعل في ذلك ما يشفع لهم هذا الإخفاق الفضيع يوم الحساب.. هذا هو التفسير الوحيد لهذه النرفزة الزائدة والمخلّة بأعراف الديمقراطية وحق الإختلاف والتداول..ايّاً كانت القناعات دينية اوغيرها فسقف هذا الوطن بناه الجميع من أجل الجميع بقواعد الإحترام بين الجميع كل الجميع.. وهنا تكمن فضاعة هذا التصريح المنسوب لكاتب المجلس الجماعي لأكادير.. وليس الأول طبعا ألم يقدف الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية في مساره الشخصي من طرف قيادي هذه الجماعة.. وسوابق أخرى معروفة في هذا الجانب المتّسم بالإستعلاء والإستقواء بالأغلبية المطلقة لا وطنيّاً فحسب بل وصلت شوارع وازقة أكادير.. المدينة التي تحوّلت من حيث لا ندري إلى محطّة استراحة لرئيس مجلسها الحضري.. حيث يظهر ويختفي بين مناسبة وأخرى.. بين صورة وسط مجموعة أحواش هناك وبين الروايس هنا.. تلك علاقة رئيسنا بالمدينة وموعدنا بوجلود وتيميتار.. وتلك حالة هذه المدينة ضحية لا ئحة لأناس سقط بهم السقف نحو مسؤولية تدبيرها.. هي الحكاية.. يوسف غريب كاتب /صحافيّ