بينما تُقام المهرجانات وتُعرض مظاهر الفرح والبهجة، يعاني الكثيرون من غلاء المعيشة وفوضى الأسواق، مما يُثير تساؤلات حول أولوية الحقوق الإنسانية وكيفية تحقيقها. لا يمكن تجزئة الحقوق الإنسانية، فالحق في الفرح والترفيه لا ينفصل عن الحق في العيش الكريم والتمتع بالحياة الكريمة، فما فائدة المهرجانات والفعاليات الترفيهية بينما يعاني الناس من التهميش والفقر؟ يُعدّ واجبنا الأخلاقي رفض أي مظاهر البهرجة، سواء كانت مهرجانات أو احتفالات، تضامناً مع الفقراء والبسطاء الذين يعانون من ويلات غلاء المعيشة وفوضى الأسواق. تُعدّ المهرجانات في كثير من الأحيان أداة يستخدمها أصحاب الرأسمالية المتوحشة لتخدير الناس عن مشاكلهم الحقيقية، وتشتيت انتباههم عن غلاء الأسعار وفقدان القوة الشرائية. نحن، كمواطنين، نُصبح ضحايا للفرجة، بينما تُهدر ميزانيات ضخمة لتنظيم المهرجانات، والتي كان يمكن استخدامها لمعالجة مشاكلنا الحقيقية. لا يمكننا قبول واقع يتناقض مع مبادئ العدالة والمساواة، فإما أن ننال جميع حقوقنا كاملة، بما في ذلك الحق في العيش الكريم، وإما أن نرفض جميعها، بما في ذلك حق الفرح والترفيه. يجب وضع حدّ لغلاء المعيشة وفوضى الأسواق، و المطالبة بحقوقنا في العيش الكريم والتمتع بالحياة الكريمة، ويقع على عاتق الجميع مسؤولية العمل على تغيير هذا الواقع المُظلم من خلال التضامن مع الفقراء والبسطاء، ونشر الوعي حول حقوقنا، والمطالبة بتحقيقها. لا يمكن أن نستمر في العيش في ظلّ هذا التناقض الصارخ بين مظاهر البهرجة والواقع المُعاش، حان الوقت لرفض هذه الحالة المتناقضة والمطالبة بحياة كريمة تُحقق لنا جميع حقوقنا. عبدالله بن عيسى لأكادير24