نشر الصحفي المغربي محمد واموسي، ورئيس مكتب وكالة أنباء الإمارات بفرنسا، تحليلاً مثيراً للاهتمام حول استخدام رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش للصور العملاقة خلال جلسة استعراض الحصيلة في البرلمان والمناقشات التي تلتها. ففي تدوينته، أشار واموسي إلى أنه رغم متابعته لكل تفاصيل جلسة استعراض حصيلة رئيس الحكومة والمناقشات التي تلتها، إلا أن الأمر الذي لفت انتباهه هو الطريقة التي اختارها أخنوش لتوصيل رسالته. وأكد أن هذا يستحق التحليل والتأمل بشكل خاص. وأشار الصحفي المغربي إلى أن استخدام أخنوش للصور العملاقة خلال خطابه لم يكن مجرد تصرف عفوي، بل كان جزءً من استراتيجية تواصلية مدروسة، حيث جاءت هذه الصور نتيجة تعاونه مع مدير جديد للتواصل بعد إقالة المدير السابق بسبب انتقادات حادة بشأن ضعف التواصل. وأوضح واموسي أن المدير الجديد اعتمد على تقنية رفع الصور واللافتات التي تحمل معلومات وأرقام وبيانات، وهو الأمر الذي اقتبسه أخنوش من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي اشتهر باستخدام صور ولافتات كبيرة خلال خطاباته الدولية. وعلق واموسي على ردود الأفعال في البرلمان، حيث كان الأعضاء يتابعون بفضول أخنوش وهو يستخدم هذه الصور، لكن لم يلاحظوا مضمونها بشكل كاف خلال المناقشات. وأشار إلى أن النظرة الساخرة والاهتمام بالجانب الفني كانت أكثر وضوحًا من الفحص الجدي لمضمون الصور. ومن وجهة نظر الصحفي المغربي، يعكس هذا النهج الجديد في التواصل اعترافًا مكررًا من أخنوش بضعفه في التواصل، خاصة أنه شخصية فرنكوفونية. وعلى الرغم من هذا، فقد نجح في نقل مضامين حكومته بشكل فعال لساعات متتالية. وأكد واموسي أن الفريق المسؤول عن التواصل البرلماني تمكن من تحضير المعدات اللازمة لدعم أخنوش بشكل جيد، ولكنه فشل في تسويق هذه الجهود بشكل فعال على وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن الإعلام الاجتماعي كان هناك فارغًا تمامًا من المحتوى حول جلسة البرلمان. وفي تدوينته، أشار واموسي إلى أهمية تطوير استراتيجيات التواصل مع الجمهور في العصر الرقمي، وضرورة أن تكون الحكومة أكثر استجابة لاحتياجات وتطلعات المواطنين. وختم كلامه بالتأكيد على أن الاتصال الفعال والشفاف يجب أن يكون في صلب استراتيجية الحكومة لبناء علاقة ثقة مع الشعب وتحقيق التغيير الإيجابي.