في واقعة تُجسد بوضوح عظمة حسن الخلق وقبح سوء الأخلاق، عاش لاعبو فريقي نهضة بركان المغربي واتحاد العاصمة الجزائري تجربتين متناقضتين تمامًا خلال رحلتهما الأخيرة. في هذا السياق، قضى لاعبو نهضة بركان أكثر من 12 ساعة في مطار الجزائر، احتجزت فيها السلطات الجزائرية أمتعتهم دون مبرر، واضطروا للانتظار في ظروف مزرية دون كراسي. ورغم هذه الظروف الصعبة، حافظ لاعبو نهضة بركان على أعصابهم وهدوئهم، ولم يصدر عنهم أي سلوكٍ مُخلّ بالاحترام لأي كان. بل تجاوزوا صعوبة الموقف بروح رياضية عالية، ونشروا أجواءً إيجابيةً من خلال الضحك والتواصل مع بعضهم البعض.
وعلى النقيض تمامًا، لم تدم رحلة لاعبي اتحاد العاصمة في مطار وجدة بالمغرب سوى عشرين دقيقة، تميزت خلالها بحسن الاستقبال وكرم الضيافة، حيث قدمت لهم السلطات المغربية وجبة إفطار غنية. لكن للأسف، لم تُقدّر هذه الضيافة من قبل لاعبي اتحاد العاصمة، فما إن صعدوا الحافلة حتى شرعوا في ممارسة "رياضتهم المفضلة" كما في الصورة ، تاركين وراءهم فوضىً وأوساخًا لم تُراعِ مشاعر أحد. وتُظهر هاتان القصتان بوضوحٍ عظمة حسن الخلق وقوة تأثيره على تصرفاتنا وسلوكنا. فلاعبو نهضة بركان، رغم ما واجهوه من ظروفٍ قاسية، حافظوا على كرامتهم وهدوئهم، ونشروا أجواءً إيجابيةً من خلال صبرهم وتعاملهم الراقي. أما لاعبو اتحاد العاصمة، فلم يُقدّروا كرم الضيافة وحسن الاستقبال، وفضّلوا السلوكيات السلبية التي تُسيء إلى أخلاقهم وفريقهم. إنّ حسن الخلق هو مفتاح النجاح في جميع مجالات الحياة، وهو سمةٌ تُميّز أصحابها وتُضفي عليهم الاحترام والتقدير. أما سوء الأخلاق، فهو سلوكٌ مدمرٌ يُفسد العلاقات ويُخلّف وراءه مشاعر الاستياء والنفور. فليكن حسن الخلق شعارنا في جميع تصرفاتنا، ولننأى بأنفسنا عن سلوكيات سوء الأخلاق التي تُسيء إلى أنفسنا وللآخرين. ع.ب/ لأكادير24