أقدمت السلطات المحلية بأيت ملول الاسبوع الماضي، وبأمر من النيابة العامة على تسليم رفات أحد اليهود المغاربة يدعى قيد حياته ب”لينحاز بيفركان” المزداد سنة 1898 والمدفون سنة 1958 بمقبرة مخصصة لليهود بحي تمرسيط بأيت ملول، وقد جاء هذا التسليم الذي تم وسط إجراءات أمنية جد مشددة، بناء على طلب من أحد حفدة اليهودي المدفون بالمقبرة بعد تنفيذه لوصية لأبيه حثه فيها على نقل رفات الجد إلى مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا. عملية تسليم رفات اليهودي الهالك، تمت بحضور جميع أجهزة السلطات المحلية ومختلف الأجهزة الأمنية التابعة لمفوضية الشرطة بالمدينة، مقابل منع الصحفيين من أية عملية تصوير وقائع الحدث، وقد بدأت باستخراج رفات اليهودي”لينحاز بيفركان” والتي أشرف عليها ممثل الطائفة اليهودية بأكادير” ليفي”، في الوقت ذاته، قام خاخام يهودي بترديد مجموعة من الأذكار والقيام بمجموعة من الطقوس الخاصة بالجنائز، وبعد استخراج رفات الهالك، تم لفه في ثوب أبيض، ليتم نقله على متن سيارة نقل الأموات إلى مطار المسيرة بأكادير، ليتم نقله على متن طائرة خاصة باتجاه مدينة مارسليا بفرنسا هذا، و عبر أحد ممثلي الطائفة اليهودية بأكادير في تصريح للصحافة عن استنكاره لنقل رفات هذا اليهودي، مؤكدا عدم وجود أي فرق بين المقابر خصوصا بعد أن تفارق الروح الجسد، بالمقابل أكد أحد أقرباء المتوفى بان الداعي لنقل رفاة “بيفركان” من مقبرة تمرسيط هو الإهمال والتهميش الذي طال هذه المقبرة والذي لا يليق بأجساد اليهود على حد زعمه، وهو ما نفاه حارس المقبرة جملة وتفصيلا. يذكر أن مقبرة تمرسيط تحتوي على 19 قبرا من أصل 62 قبرا لأموات يهود تم نقل رفات ثلثي منهم إلى الخارج منذ 1960، كما أن اليهود يعدون من أهم وأقدم التشكيلات الإجتماعية المستقرة بجنوب المغرب بعد السكان الأمازيغ الأصليين.