أفادت معطيات صحفية إسرائيلية أن إسرائيل تقوم، منذ مدة، بعمليات استرجاع توابيت قبور عدد من أوليائها وموتاها اليهود، الذين دفنوا في المغرب منذ عشرات ومئات السنين، في مختلف المقابر اليهودية المنتشرة في أغلب المدن المغربية. وذكرت الأنباء ذاتها أن الحكومة الإسرائيلية مسنودة بأوساط دينية متشددة تقوم، بعد موافقة السلطات المغربية، باستخراج توابيت يهودية قديمة مدفونة في المغرب ويتم ترحيلها عن طريق رحلة جوية عبر باريس إلى إسرائيل، حيث يعاد دفنها هناك وفق طقوس دينية خاصة. وكشفت المعطيات نفسها أن هذه العملية تتطلب تكاليف مالية باهظة، وأن حتى بعض الموتى من اليهود المغاربة أصبحوا يرحلون إلى إسرائيل لدفنهم هناك، كما أن هناك عائلات يهودية من أصول مغربية مستقرة بإسرائيل أصبحت، وفق هذه الإجراءات، تقوم باستخراج توابيت آبائها وأجدادها المدفونين بالمغرب لإعادة دفنهم فوق تراب الدولة العبرية. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة «أروتز شيفا» الإسرائيلية، في عددها الصادر يوم أمس، أن الحاخام اليهودي المغربي أجياني، الذي كان يرأس الطائفة اليهودية في مدينة صفرو المغربية، قد أعيد دفنه يوم الأربعاء المنصرم في مدينة القدسالمحتلة، بعد 70 سنة على تاريخ وفاته ودفنه بمدينة صفرو. وكشفت الصحيفة ذاتها أن الحاخام أجياني، الذي يعتبر أحد أركان التشريع اليهودي التلمودي بالمغرب، جرى استخراج تابوته من المقبرة اليهودية في صفرو ورحل في رحلة جوية إلى إسرائيل، حيث أقيمت له مراسيم دفن رسمية، وفق طقوس احتفالية دينية بالقدسالمحتلة. وأشارت يومية «أروتز شيفا» الإسرائيلية إلى أن جثمان الحاخام اليهودي المغربي ظل محافظا على حاله، بعد استخراجه من التابوت وإعادة دفنه، بالرغم من مرور 70 سنة على تاريخ وفاته، في وقت عبرت أوساط فلسطينية عن أن الهدف من استرجاع توابيت الأولياء اليهود وإعادة دفنهم في إسرائيل، وبالضبط في مدينة القدسالمحتلة، هو تثبيت مرجعية دينية يهودية في مدينة القدسالمحتلة، وهو شكل من أشكال الاستيطان الإسرائيلي عبر بوابة قبور أولياء اليهود، الذين يسترجعونهم من كل بقاع العالم لإعادة دفنهم في القدس.