تم ترحيل رفاتا لأحد اليهود المغاربة من المقبرة اليهودية المتواجدة بحي تمرسيط بأيت ملول ضواحي مدينة اكادير، يوم الثلاثاء 01 نونبر اتجاه مدينة مرسيليا بفرنسا، بأمر من النيابة العامة، وكان الرفات ضمن القبور العشرين بالمقبرة المذكورة يعود لليهودي المدعو قيد حياته ب"لينحاز بيفركان" والمزداد سنة 1898 والمدفون سنة 1958 بالمقبرة المخصصة لليهود بالمنطقة المذكورة. وقد تم تسليم الرفات لأبنائه بحضور رئيس الجالية اليهودية بأكادير، وكذا مجموعة من الشخصيات اليهودية، ناهيك عن السلطة المحلية والأمن الوطني، وممثلين عن بلدية أيت ملول، ليتم نقله إلى مدينة الدارالبيضاء ومنها إلى مدينة مارسيليا بجنوب فرنسا، حبث توجد مقبرة عائلته. وذلك تنفيذا لوصية أحد أحفاده بنقل رفات الجد إلى المدينة المذكورة. وقالت مصادر للشروق ان احد أبنائه اثناء زيارته الأخيرة للمغرب وإلى المقبرة جعلته يكتشف من خلالها أن المقبرة تعاني من التهميش واللامبالاة، وهو الأمر الذي نقل بالصوت والصورة إلى عائلته بفرنسا التي بدأت بالتفكير منذ ذلك الحين بطريقة جدية في انتشال الجثة من التهميش الذي ترقد فيه، والقيام بالإجراءات اللازمة التي توجت في آخر المطاف بترحيل الرفات نحو مقبرة العائلة بمارسيليا. واضافت مصادرنا ان رئيس الجالية اليهودية بالمغرب قال أن ترحيل الرفات يدخل في إطار الأمر الملكي بترحيل كل رفات طلبه أبناؤه وذويه، كما لم يخف تذمره من مثل هذه العملية التي تؤثر على هوية الميت، وتتسبب في تغريب هذا الجسد المغربي. و وصف عديد من المراقبين العملية بمثابة طمس للهوية المغربية، وتهريب للإرث الثقافي الجماعي، كما أنه ضرب بطريقة غير مباشرة للاقتصاد المغربي، لأن ترحيل القبور هو توقيف لزيارات عائلات اصحاب الرفات للمغرب، ومعه تفقد الحركة الاقتصادية التي تصاحب مثل هذه الزيارات انتعاشها. ويشار الى ان مقيرة تمرسيط تعتبر أحد مخلفات التواجد اليهودي بالمنطقة، كانت تضم حسب تصريح حارس المقبرة ما يفوق 60 قبرا، قبل أن يتم ترحيلهم ليبقى عدد القبور بها محصورا في 20 قبرا، موزعين على 10 رجال بينهم الخاخام خزان فخري وخمسة أطفال وخمسة نساء.