وجد العديد من المتضررين من زلزال 8 شتنبر بإقليم تارودانت، كما في أقاليم أخرى اهتزت على وقع الكارثة الطبيعية، (وجدوا) أنفسهم في "العراء" خلال شهر رمضان. واضطرت العديد من الأسر لأول مرة لقصاء الشهر الفضيل داخل الخيام التي نصبتها كمأوى لها، بعدما أتى الزلزال العنيف على مساكنها وحولها إلى حطام في رمشة عين. و بعد مرور ستة أشهر على الزلزال المدمر، مازال الآلاف يعانون من غياب المأوى والمياه النظيفة والمرافق الضرورية، وهو ما يضطرهم للسكن في الخيام وقضاء حاجاتهم في العراء، في ظروف "لا إنسانية". في هذا السياق، كشف المتضررون من الزلزال بأنهم يعيشون ظروفا قاسية داخل الخيام البلاستيكية منذ ستة شهور، فبالرغم من أن عدم سقوط الثلوج هذه السنة كان عاملا في صالحهم، إلا أنهم يعانون من ويلات البرد، وتزداد مخاوفهم أكثر مع اقتراب فصل الصيف، حيث تتحول الخيام إلى ما يشبه حمامات، أو أفران، وفق تعبيرهم. وأفاد هؤلاء بأنه بعد مرور نصف سنة على زلزال الحوز المدمّر، لم يتغير شيء في المناطق التي ينتمون إليها، إلى حد الآن، فباستثناء حركة الجرافات التي تزيل الركام في بعض الأماكن، ما زالت أغلب المراكز والدواوير المدمّرة على حالها. وفي سياق متصل، انتقد متضررون من الزلزال ما وصفونه ببطئ عملية إعادة الإعمار، مشيرين إلى أن حياتهم معرضة للخطر في الخيام التي يسكنونها، خاصة في ظل قساوة الطقس وهطول الأمطار. وبالرغم من أن الدولة رصدت هذا الدعم من أجل إعادة بناء أو ترميم المساكن المتضررة، إلا أن الأسر المعنية لا تنظر بعيْن الرضا إلى هذا الأمر، بسبب عدم استفادة كثيرين، مقابل منح الدعم لأشخاص "غير مستحقين"، وفق تعبير المتضررين. ويطالب هؤلاء بتسريع عملية إعادة بناء بيوتهم المنهارة، جزئيا أو كليا وتخليصهم من ويلات العيش داخل الخيام التي خلفت لديهم أمراضا ومشاكل صحية شتى، خاصة بالنسبة للأطفال والأشخاص المسنين. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة كانت قد أكدت أنها أطلقت تعويضات شهرية لأكثر من 57 ألف من المتضررين من زلزال 8 شتنبر، البالغ عددهم 60 ألف أسرة. وفي الوقت نفسه، تلقت 44 ألف أسرة مساعدة استثنائية بقيمة 20 ألف درهم، وهو مبلغ من المفترض أن يخصص لإعادة إعمار المنازل المنهارة.