مضت ستة أشهر على الزلزال المدمر الذي ضرب جبال الأطلس الكبير في المغرب، الذي بلغت قوته 6.8 درجة، ليلة 8 إلى 9 شتنبر 2023، مما ترك الآلاف ما زالوا يعانون من غياب المأوى المستقر والمياه النظيفة والمرافق الضرورية. وذكر تقرير نشره موقع "إذاعة فرنسا الدولية" أن لا تزال أوضاع الضحايا محفوفة بالمخاطر. وقد تم دفع المساعدات التي وعدت بها الدولة للعديد من الأسر، لكن عملية إعادة الإعمار تتم ببطء، خاصة في المناطق النائية. ومن بين 60 ألف أسرة ضربها الزلزال، أكدت الحكومة المغربية نهاية يناير أنها أطلقت تعويضات شهرية لأكثر من 57 ألف منهم. وتمثل هذه المساعدة التي تبلغ قيمتها 2500 درهم، أقل من الحد الأدنى للأجور في المغرب. وفي الوقت نفسه، تلقت 44 ألف أسرة مساعدة استثنائية بقيمة 20 ألف درهم، وهو مبلغ من المفترض أن يخصص لإعادة إعمار المنازل المنهارة. ومع ذلك، في العديد من القرى المحيطة بمراكش وفي جبال الأطلس الكبير، لا يزال السكان متأثرين، وينامون في ملاجئ مؤقتة. الخيام أو البيوت الجاهزة التي توفرها الدولة أو الجمعيات، يقضي عشرات الآلاف من الأشخاص الشتاء في البرد والرطوبة. ووفقاً لشهادات استقتها الإذاعة الفرنسية من أمزميز، على بعد بضعة كيلومترات من مركز الزلزال، تتدفق المياه من الجبال بين الخيام، وفي غياب الأنابيب، تصبح مياه صرف صحي راكدة مسببة ظروفا غير صحية وأمراضا. وعلى مسافة أبعد قليلاً في طلعة يعقوب، أعرب السكان عن استيائهم عدة مرات وطالبوا بتسريع عملية إعادة الإعمار. واستجابة لهذه الكارثة، قامت جمعية الهلال الأحمر المغربي، بدعم من الاتحاد الدولي، بتسليم المساعدات لأكثر من 60 ألف و 300 شخص، متغلبين على الظروف الصعبة بمرونة وتصميم. ومع وجود 450 موظفا وأكثر من 8500 متطوع، لعبت الهلال الأحمر المغربي دورا فعالا في إعادة تأهيل 138 نقطة مياه في 16 منطقة، وتوزيع أكثر من 5411 مجموعة من مستلزمات النظافة، وضمان الوصول إلى ملاجئ الطوارئ والدعم النفسي والاجتماعي في جميع أنحاء المناطق المتضررة. وأكد سامي فاخوري، رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في المغرب وتونس، على أهمية العمل الجماعي في هذه الأوقات العصيبة: "لقد أظهرت استجابتنا لهذا الزلزال قوة الإنسانية في مواجهة الشدائد. ومع ذلك، فإن الطريق إلى التعافي طويل، ولا تزال احتياجات المجتمعات المتضررة هائلة." وأضاف فاخوري أنه "بعد مرور ستة أشهر، لا يزال الشعب المغربي يحمل ذكرى ذلك اليوم، ومن واجبنا جميعا أن نواصل التذكر والعمل. والآن، أكثر من أي وقت مضى، يجب علينا أن نواصل التضامن مع الشعب المغربي لإعادة بناء حياتهم، ليس فقط منازلهم." وقد أبرزت آثار الزلزال الحاجة الماسة إلى ملاجئ مجهزة لفصل الشتاء ومقاومة للماء، وقادرة على تحمل فصول الشتاء القاسية ومواسم الأمطار في المنطقة، إلى جانب الحاجة الملحة لتحسين الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي لتجنب الأزمات الصحية. ولا يزال الطلب على المواد غير الغذائية مثل البطانيات والملابس ومنتجات النظافة مرتفعا، مما يعكس الاحتياجات المتنوعة والملحة للمجتمعات في طريقها إلى التعافي. وتحدث عبد السلام مكرومي، المدير العام لجمعية الهلال الأحمر المغربي، عن المرونة التي تظهر والطريق الذي أمامنا: "لقد كان العمل جنبًا إلى جنب مع السلطات المحلية أمرا بالغ الأهمية في الحفاظ على جهود الإغاثة الإنسانية التي نبذلها. لكن رحلتنا من الإغاثة إلى التعافي مرصوفة بتصميم وقلب متطوعينا والمجتمعات التي نخدمها.". واستطرد مكرومي: "بينما نتطلع إلى المستقبل، فإن هدفنا ليس فقط التعافي من هذه الكارثة، بل إعادة البناء بشكل أفضل، مما يضمن أن تكون مجتمعاتنا أكثر مرونة وأكثر استعدادًا لمواجهة أي تحديات مستقبلية." وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها جمعية الهلال الأحمر السوداني وشركائها، فإن النداء الطارئ الذي أطلقه الاتحاد الدولي من أجل استجابة جمعية الهلال الأحمر الهلالي، والذي يستهدف 75 مليون فرنك سويسري، تمكن حتى الآن من جمع 35بالمائة من هدفه.