تتجه الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية "كومادير " لرفع شكاية أمام القضاء الإسباني بشأن الهجمات التي يشنها المزارعون الإسبان منذ فترة على شاحنات نقل المنتجات الفلاحية المغربية المصدرة نحو الاتحاد الأوروبي. في هذا السياق، أعربت الكونفدرالية عن قلقها إزاء تضاعف وتيرة الهجمات العدائية في وسائل الإعلام، وكذلك من خلال الهجمات التي يشنها المزارعون الإسبان مباشرة لتخريب شاحنات نقل المنتجات الفلاحية المغربية. وأوضحت "كومادير" في بلاغ لها أن "هذه الهجمات غير المبررة تضر بالعلاقات التجارية النموذجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بحيث ترمي إلى نشر مغالطات مغرضة تسيئ إلى الفلاحين المغاربة وتلحق بهم بالغ الضرر". وجددت الهيأة ذاتها التعبير عن موقفها الرافض "التعامل بالمثل والانتقام من الصادرات الفلاحية"، مشددة على أنها "تعتزم مواصلة العمل مع شركائها الأوروبيين للحفاظ على العلاقات التجارية بين الطرفين، في إطار الاحترام المتبادل لتسهيل تدفق المنتجات الفلاحية دون السماح بأي تصرف غير مقبول". وتجدر الإشارة إلى أن عدة مدن وعواصم أوروبية شهدت مؤخرا احتجاجات غاضبة قادها فلاحون ومزارعون، عمدوا إلى قطع الطرق الحيوية في فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا، قبل أن تنتشر شرارة الاحتجاجات في العديد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. هذا، وقد انتشرت مقاطع فيديو على مجموعة من الطرقات الأوروبية تظهر متظاهرين أوقفوا شاحنات مغربية وإسبانية وبلغارية في الطرق السيارة، مع إتلاف منتجاتها ومحتوياتها من السلع الفلاحية. وتمظهر الغضب الذي تمدد كالنار في الهشيم بين الفلاحين والمزارعين في أوروبا في ارتفاع منسوب العنف و"استهداف الشاحنات المغربية"، التي كانت تحمل صادرات الخضر والفواكه و"تخريبها"، ضدا على ما يعتبرونه "صعود المنافسة الأجنبية لمنتجاتهم المحلية". ويشار أيضا إلى أن المنتجات الفلاحية المغربية المصدرة إلى الاتحاد الأوروبي في إطار اتفاقية الشراكة المغربية الأوروبية تتميز بجودة عالية تستجيب بشكل دقيق وصارم للمعايير القانونية المطلوبة بالأسواق الأوروبية، حيث يتعلق الأمر على وجه الخصوص بمعايير التسويق وبالمعايير الصحية وبمعايير الصحة النباتية.