أعلنت الكنفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية "كومادير"، أنها قررت رفع شكاوى أمام المحاكم الإسبانية، بسبب تزايد الهجمات العدائية ضد المنتجات الفلاحية المغربية بالجارة الشمالية للمملكة. جاء ذلك في وقت تقود فيه الحكومة المغربية جهودا دبلوماسية لتأمين ولوج الشاحنات المحملة بالمنتجات المغربية إلى الفضاء الأوروبي، خاصة في ظل الهجمات التي تتعرض لها الشاحنات المغربية من قبل فلاحين إسبان. وأفادت الكنفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية في بلاغ لها، اليوم الخميس، بأنها تعتزم رفع شكاوى أمام المحاكم الإسبانية أمام استمرار الاعتداءات المتكررة والمقلقة بحق الشاحنات المغربية. وسجلت في الأيام الأخيرة تضاعف وتيرة الهجمات العدائية في وسائل الإعلام، وكذلك من خلال الهجمات التي يشنها المزارعون الإسبان مباشرة لتخريب شاحنات نقل المنتجات الفلاحية المغربية المصدرة نحو الاتحاد الأوروبي، معتبةر أن الوضع اتخذ أبعادا مثيرة للقلق. وشددت "كومادير" على أن المنتجات الفلاحية المغربية المصدرة إلى الاتحاد الأوروبي في إطار اتفاقية الشراكة المغربية الأوروبية، تتميز بجودة عالية تستجيب بشكل دقيق وصارم للمعايير القانونية المطلوبة بالأسواق الأوروبية دونما استثناء. ويتعلق ذلك، على وجه الخصوص، بمعايير التسويق وبالمعايير الصحية وبمعايير الصحة النباتية، بحيث تخضع المنتجات المغربية لرقابة مسبقة من قبل السلطات المغربية قبل تصديرها، وكذلك من قبل السلطات الأوروبية قبل ولوج الأسواق الأوروبية. وحسب البلاغ الذي توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، فإن هذه الهجمات المتكررة تضر بالعلاقات التجارية النموذجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وتبقى غير مبررة وترمي إلى نشر مغالطات إعلامية مغرضة تسيء إلى الفلاحين المغاربة وتلحق بهم بالغ الضرر. ونبهت الهيئة الفلاحية المغربية، إلى رفضها التعامل بالمثل والانتقام من الصادرات الفلاحية الإسبانية إلى المغرب، مشيرة إلى أنها تعتزم مواصلة العمل مع شركائها الأوروبيين للحفاظ على العلاقات التجارية بين الطرفين، في إطار الاحترام المتبادل لتسهيل تدفق المنتجات الفلاحية دون السماح بأي تصرف غير مقبول. واليوم الخميس، أعلن الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، عن جهود دبلوماسية تهدف إلى تأمين ولوج الشاحنات المحملة بالمنتجات المغربية إلى الفضاء الأوروبي، خاصة في ظل الهجمات التي تتعرض لها الشاحنات المغربية من قبل فلاحين إسبان. وكشف بايتاس، خلال ندوة صحفية تلت الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، أن الحكومة قامت بتفعيل القنوات الدبلوماسية لحماية ولوج المنتجات المغربية إلى الفضاء الأوروبي. وشدد على أن اتفاق التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي هو اتفاق شمولي وليس انتقائيا، وتم التفاوض بشأن مختلف تفاصيله، بما في ذلك المواد والكميات التي ستتم تصديرها. وتتعرض الشاحنات المحملة بالمنتوجات الفلاحية المغربية لهجمات في أوروبا، خصوصا في إسبانيا، منذ أسابيع، وذلك في ظل احتجاجات دعت إليها مهنية فلاحية في إسبانيا وفرنسا وذلك على خلفية "المنافسة الشرسة للمنتجات الفلاحية المغربية لنظيرتها الإسبانية داخل أسواقها". ومنتصف شهر فبراير الجاري، تعرضت أزيد من 25 شاحنة مغربية محملة بالخضر والفواكه المتوجهة نحو الأسواق الأوروبية، ومنها الإسبانية، لمجموعة من العراقيل وصعوبات في سلك الطرق السيارة بالجزيرة الخضراء، بينما خرب مزارعون إسبان 4 منها. وكان مقطع فيديو قد أظهر هجوم مزارعين إسبان يعتدون على شاحنة محملة بطماطم مغربية خلال مشاركتهم في احتجاجات في "خيريز دي لا فرونتيرا"، بسبب المنافسة التي يصفونها ب"غير العادلة" من دول أخرى لمنتوجاتهم، على رأسها المغرب.