أدى انقلاب شاحنة مقطورة خارج المدار الحضري لمدينة كلميم، نهاية الأسبوع الماضي، إلى تفجر فضيحة تتعلق بتهريب المواد التموينية المدعة الخاصة بقاطني مخيمات الوحدة بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وحسب ما أوردته مصادر إعلامية، فقد كانت هذه الشاحنة محملة بأطنان من السكر الحامل لعلامة خاصة بالربوع الجنوبية، إضافة إلى أطنان أخرى من المواد الاستهلاكية الخاصة بمخيمات الوحدة. ووفقا لذات المصادر، فقد تم مباشرة بعد انقلاب الشاحنة جمع المواد الاستهلاكية وإخفاؤها، باعتبار أنها مخصصة للتوزيع على فئة من السكان فقط، وبالتالي يمنع نقلها وتحويلها خارج المدن التي يوجد بها هؤلاء. وأوردت ذات المصادر أن هذه المواد التموينية المدعمة التي يحصل عليها سكان مخيمات الوحدة منذ سنة 1991 لمرتين في الشهر، ظلت تتناقص سنة بعد أخرى، من حيث كمياتها ومكوناتها، دون أن يدري المستفيدون أسباب ذلك. وأوردت المصادر نفسها أن سكان المخيمات كانوا يحصلون سابقا على مواد غذائية كثيرة منها علب الحليب المجفف والدقيق والسكر وزيت المائدة وزيت الزيتون وعلب الشاي الأخضر والدقيق والسكر وعلب السردين والجبن والمربى، إضافة إلى اللحوم والتوابل والمعجنات، وكذا قنينات غاز البوتان. وأضافت المصادر سالفة الذكر أن هذه المواد ظلت تتناقص بشكل كبير، مع حجب البعض منها، في حين يتم فيه ترويجها في أسواق الأقاليم الجنوبية، ومن تم بدأت في الوصول إلى مدن الداخل، رغم أنه يتم منع نقلها خارج المخيمات ومناطق تواجدها. وتشير المعطيات إلى أن اختلالات عدة تشوب هذه المواد الأساسية التي يتم إدخالها عبر ميناء أكادير، قبل شحنها في شاحنات مقطورة كبيرة إلى مدن العيون وبوجدور والداخلة والسمارة، حيث تبين أنها لا تصل في بعض الأحيان إلى هذه المدن، مقابل ترويجها في الأسواق المحلية. وكشفت التحقيقيات أن بعض السائقين يقومون بحمل وثائق الشاحنات المتواجدة بأكادير معهم خلال التوجه إلى الأقاليم الجنوبية كي يتم توقيعها على أساس أنها وصلت إلى وجهتها، مقابل التصرف في المواد المدعمة لفائدة جهات نافذة.